في زيارتي الأخيرة لمدينة أب شاهدت ما لم أكن اتصور أن أشاهده فالشارع الرابط بين مبنى المحافظة والسوق المركزي المعروف بخليج سرت التي قامت دولة ليبيا برصفه كهدية منها لمحافظة إب. والذي بات يحمل اسم مدينة سرت الليبية والمعروف بساحة الحرية يسطو عليه أحد مشرفي جماعة الحوثي إلى جانب المقبرة التي تلاصق الشارع والتي تحتوي عشرات القبور ليجعل من الشارع والمقبرة عمارة سكنية يستثمرها متجاهلا أن ما تم السطو عليه من قبل هذا المشرف هو شارع عام ومقبرة يدفن بها سكان المدينة موتاهم. ولم يكن الشارع والمقبرة هي ما تم نهبه من مشرفي الحوثي في إب فالأراضي الخاصة في جامعة إب نهبت إلى جانب الأراضي التابعة للملعب الرياضي ايضا , ناهيك عن املاك الدولة والأوقاف وما جعلني اركز على خليج سرت ومقبرته هو حجم الاستهتار والاستخفاف الذي بلغ بجماعة الحوثي غير آبهين بما سيخلقونه من زحمة مرور بعد نهبهم شارع الحرية وكأنهم بهذا العمل يستهدفون أبناء المحافظة ويسعون إلى اذلالهم مستخدمين أسلوب العصابات. ولا استبعد أن تقوم العصابات بتحويل الشوارع إلى اقطاعيات . فما اقدم عليه هذا المشرف المقرب من سيد مران يتجاوز كل أعراف المجتمع البشرية ليغلف سرقته اراضي الدولة بخطابات وهرطقات ظل يتكلم بها طيلة شهر رمضان متجاهل أن هذه المواعظ التي ظل يرددها طيلة هذه الشهر لم تكن كافية لتقنع مناصريه هو نفسه فكيف يقتنع به الناس وهم يشاهدون أسلوب السلب والنهب لكل ما هو ملك عام وخاص وقعت عليه أعين مريديه . لقد تحولت إب في ظل هيمنة الحوثي إلى سجن كبير ومصدر إثراء لجماعة لم تكن تتخيل أن تخرج من كهفها متقمصين رداء الإنسانية مدعين المظلومية عندما كانوا في صعدة ليبين وجههم الحقيقي بعد خروجهم منها ليثبت أنهم مغول العصر يهدمون كل ما هو جميل في هذا البلد .