في سلسلة تقارير عن الأزمة القطرية قال موقع "قطر إنفو" إن الدوحة فشلت فشلاً ذريعاً في حل الأزمة، بسبب عجزها عن التفاوض وعن حل المشكلة السياسية، بعد الإصرار على تحويلها إلى قضية قانونية وربما أخلاقية. وأضاف الموقع الذي عُرف منذ ظهوره بقربه من الدوحة، وموالاتها بطريقة شبه الرسمية، إن " قطر ستختفي قبل سنوات طويلة من ظهور أي مؤشر على ظهور رد قانوني دولي لصالحها أو ضدها، بعد اتهامها دول الجوار بحصارها أو مقاطعتها". وفي رد مُثير، بسبب تشدده غير المسبوق مع قطر، قال الموقع إن " من يعرف جيداً قادة قطر، يعرف أنهم كلما قالوا إننا مستعدون للحوار، كلما كانوا في الواقع أبعد عن أي رغبة في الحوار، ومنذ بداية الأزمة في 5 يونيو (حزيران) تقول قطر إنها ترغب في طمأنة جيرانها الذين انتفضوا ضدها، ولكنها لا تتحرك ولا حتى خطوة واحدة في اتجاه الحل، مكتفيةً باقتراح ما يُشبه العلاج النفسي الجماعي للأزمة " وليس حلها بشكل عقلاني وعملي. اندثار قطر ويُضيف التقرير الأخير الذي نشره الموقع السبت أن "قطر تردت في زقاق مسدود، بسبب عجزها الفعلي عن تقديم أي مقترحات عملية، أو مبادرة تُسهم في التقدم نحو حل للأزمة، وتفضيلها تحويل المسألة إلى ملف قضائي، في يد مكاتب المحامين الذين ستتحكم بذلك في مصير الإمارة، ففي اليوم الذي ستظهر أولى نتائج هذا التمشي الذي اختارته، لن يكون سهلاً على أي كان تذكر اسم الدولة التي قاضت السعودية وحلفاءها على خلفية هذه القضية، بسبب اندثارها منذ وقت طويل، البلد الذي كان يُعرف بقطر".
ويؤكد الموقع في لهجة مُثيرة للدهشة "حتى لو كانت قطر مطالبة بقبول شروط صعبة تُصر عليها السعودية وشركاؤها، لم تكن الدوحة في المستوى الذي يسمح لها بالتفاوض كما يجب للوصول إلى حل قابل للتطبيق والخروج من الأزمة، وهي التي لا تُدرك أنها عاجزة هذه المرة عن شراء سلامتها، أو نجاتها من مشاكلها بفضل دفتر الشيكات، كما تعودت على ذلك طويلاً في السابق، وهي المطالبة باقتراح الحلول، لا الاكتفاء بإغراء الشيكات". سخرية ويمضي الموقع في هذه السابقة فيقول "عندما تتحدث قطر عن العدالة، فإنها تُثير الضحك بدل التعاطف، رغم مأساوية التوقيت والظرف، ففي فرنسا، يعرف القاصي والداني، كيف تتعامل قطر مع المغتربين الفرنسيين، وكيف يتعامل القضاء القطري مع الفرنسيين المقيمين فيها بالأموال والرشوة، ولكن قطر لم تتنبه إلى السرطان الذي كان ينخرها، ولم تتعظ بتجارب أخرى، ولا احتاطت للمستقبل، وعليه فإن أي تركيز على القضاء والعدالة، ستُثير سخرية الرأي العام في فرنسا وفي العالم، ولن يُقابل الموقف القطري بأي تعاطف حتى لو تطورت الأمور إلى ما هو أخطر من الوضع الحالي". ويمضي التقرير في تحليله للموقف القطري قائلاً "في الوقت الذي نجحت فيه السعودية وحلفاؤها في تقديم الأزمة الحالية، على شكل قطيعة سياسية، وتناقض سياسي بين توجهين مختلفين تمثلهما الرياضوالدوحة، سارعت الأخيرة إلى تحريف مسار الأزمة من إطاره السياسي لتقذف به في إطار المسألة القضائية، لترتكب بذلك أحد أكبر أخطائها إلى جانب أخطاء أخرى كثيرة، فهي بذلك ستفتح المجال واسعاً أمام كل المنظمات والجمعيات الراغبة في ذلك لمقاضاتها دولياً بسبب دعمها للإرهاب، ومطالبتها بدفع تعويضات ضخمة عن الأضرار الذي تسببت فيه للمتضررين من الإرهاب، على نطاق واسع".
تحالف عسكري مع إيران وفي إطار تحليل الموقع للسلوك القطري الذي أصبح انفعالياً ومتسرعاً حذر "قطر إنفو" في تقرير آخر بتاريخ 28 يونيو (حزيران) من رهان قطر الخطأ على إيرانوتركيا، وذلك بعد التسريبات عن احتمال ارتماء الدوحة في حضن طهران، بإعلان تحالف عسكري بين البلدين، لتعديل ميزان القوى في الخليج، خاصة في ظل محدودية القدرة التركية على التحرك لدعم قطر، التي ربما تذهب بعيداً في تهورها بعد نهاية المهلة بافتعال أزمة عسكرية، ومواجهة خاطفة مع القوات السعودية، لإثارة الرأي العام الدولي، والحصول على مُبرر لتفعيل معاهدات الدفاع المشترك مع تركيا، وإيران، والولاياتالمتحدة. ويُضيف الموقع أن قطر، في طريقها للانتحار سياسياً وعسكرياً إذا لعبت ورقة التحالف العسكري مع إيران، لأن ذلك سيعني وببساطة خروجها من المعادلة الخليجية نهائياً في ظل الفرصة الثمينة التي أتاحتها لإيران، وفي ظل عجز تركيا عن تسيير قوات عسكرية حقيقية لحماية حليفها القطري، بسبب عجز أنقرة عن تحمل كلفة سياسية مرتفعة لأي مواجهة مع دول الخليج الأخرى، وفي ظل القيود التي يفرضها عليها حلف الأطلسي من جهة، خاصةً الولاياتالمتحدة، في ظل تفضيل الرئيس ترامب المؤيد للموقف السعودي والإماراتي، رغم محاولات وزيره للخارجية ريكس تيلرسون. العملاق العتيبة وفي هذا السياق قال الموقع إن الأزمة الخليجية كشفت حجم الثقل الإماراتي في واشنطن ممثلاً في السفير الإماراتي يوسف العتيبة، الذي أظهر قدراته الدبلوماسية الهائلة على حساب سفير قطر في أمريكا وسفيرها السابق في باريس مشعل بن حمد آل ثاني، الذي اشتهر في فرنسا بسياسة الشيكات الضخمة التي سمحت بشراء عشرات الساسة الفرنسيين، ولكنه اكتشف حقيقة حجمه في واشنطن بعد الاحتكاك بدبلوماسي من الحجم الثقيل ومن عيار العتيبة.