بصراحة كانت قرارات الرئيس هادي ليلة العاشر من أبريل قرارات جوهرية تساهم في صنع التحولات المطلوبة سواءً خارجياً أو داخلياً، وإن أساء البعض فهمها أو أتت لتناقض قراراته السابقة، إلاّ أني أراها تعكس ولاء الرئيس هادي لصالح وأسرته مهما أوهمونا بغير ذلك، وأغضب الكثير من الصالحيين.. لكن الرئيس هادي الذي يثق بأن اليمن "خاربة هاربة" كأي دولة يحاول المجتمع الدولي "تطويرها" حاول من خلال هذه القرارات وضع نفسه والحلفاء في موقع المسئولية للدمار القادم وإبعاد بيت الصالح عن هذه المسئولية كشماعة للمعارضين.. أعتقد أن قرارات هادي المختلفة ذات فائدة وخير وإن بدت مدمرة –كقرارات "العبد الصالح"- في سورة الكهف التي أرعبت موسى عليه السلام، فمن يتوقع أن قتل طفل أو إحداث ثقب في سفينة مليئة بالركاب، أو بناء سور لظلمة فيه خير -بحسب ما جاء في سورة الكهف- لكني أثق بأن هذه القرارات هي صالحة ل"العبد الصالح" أوتي حكمة القوي القادر!! فأمام الضغوط الدولية وجشع بعض الأطراف المحليين في السلطة والضربات الموجعة التي تعرض لها بيت الصالح حتى أنهم أصبحوا مستعدين للتنازل عن أي شيء، كما تنازلوا عن أوجاعهم في حادث دار الرئاسة، لم يصبح هادي سوى حمايتهم من أي مسئوليات وتهم وتعويضهم اقتصادياً وصحياً وترفيهياً من خلال قرارات العاشر من أبريل. فتحويل العميد أحمد إلى رجل أعمال برتبة دبلوماسي مفوض في دولة كالإمارات سيساهم في رفع حجم استثمارات الصالح وأنصارهم كما أن هذا القرار يهيئ السفير أحمد للانتخابات الرئاسية القادمة تفرضه لإدارة اليمن من قبل سفير وليس عسكري كما تعودنا.. كما أن وجود كارق صالح في ألمانيا سيفتح المجال أمام الصالحين وإطماعهم لغرض العلاج من الأمراض التي خلفتها ضغوطات أزمة 2011-2012م.. والأجمل أن أثيوبيا باتت صالحية هي الأخرى وبالتالي هناك فرصة أمام أنصار الصالح لقضاء إجازات ممتعة في أثيوبيا "قات هرري" بأسعار مخفضة واستقدام شغالات حبشيات.. وقد عُرف الأخ عمار صالح بتعاونه مع الجميع!! والحمد لله أن الأخ يحيى صالح لم يكن جزءاً من هذه القرارات الترحيلية حيث سيظل مع أنصار الصالح يحشدهم ويقودهم للعرقلة، ليس المبادرة والعياذ بالله!!، بل لعرقلة المرور والسير من خلال مظاهراته القومية وأنشطته التي توازي أنشطة آل صالح كلهم، وما عليكم سوى متابعته عبر "الفيسبوك" ليعرف المؤتمريون يأي شارع سيلتقون!! وعلى رأسهم جميعاً ما زال للمؤتمريين "زعيماً مُدرعاً" ضد الاغتيالات والانفجارات والقنابل!!.. فشكراً لله وللرئيس ولآل الصالح أنهم معنا!!!