* لا يجوز أن تضيق صدور رجال مؤتمر الحوار الوطني بحماسة النساء.. ليس لأنهن شقائق الرجال وشريكاتنا في القضية.. وإنَّما لسبب آخر أكثر قوَّة. * لقد جرَّبنا حكم الرجال لعقود طويلة من الزمن.. كان آخرها الخمسين السنة الماضية.. فاكتشفنا بعد التجربة والبرهان أننا معشر الرجال مجرَّد ذكور في حكومات متعاقبة «ذكور فحسب».. أمَّا ما عدا ذلك فليس إلاَّ هذه الخيبة التي اشتركنا في صناعتها بمثابرة لعبة الفراشة مع النار.. وها نحن نتقاذف كرة الهروب من المسؤولية وكأنها قطع من الجمر.
* لقد جرَّب اليمن رجاله وخابت التجربة والظنّ مرَّة بعد مرَّة.. فلماذا لا نجرِّب النساء بعيداً عن هذا الإفراط في الحساسية على نحو «احترموا مشاعرنا ولا تولُّوا على فريقنا امرأة».. وما لها المرأة حتى ترأس فريق صعدة أو القضية الجنوبية أو قضية الحكم الرشيد أو أيّ قضية؟
* ليس في هذا القول شيء من الشطح أو النطح.. لكن الشواهد تدعونا لأن نسلِّم للنساء مقاليد الأمور في مواقع كثيرة.. ثم ألم يكن لنا شأن عندما حكمتنا بلقيس ومن بعدها أروى.. فيما لم يكن لنا هيبة أو قيمة عندما تهافت وتصارع الرجال على كراسي البرلمانات والحكومات الذكورية المتعاقبة.
* وبصرف النظر عن الحسبة التاريخية التي لم تقدِّم لنا مَنْ هم أفضل من بلقيس.. تعالوا نتأمَّل في البنات وهن يكتسحن مراكز التفوُّق في الثانوية العامة بصورة سنوية ليس فيها شيء من الصدفة أو ألعاب الحظّ والأبراج وقراءة الكفّ.
* ألا يعني هذا تفوّقاً في الدماغ واحتراماً للوقت وحيوية في الإرادة أيُّها الذكور «النجباء»؟ وهل تفوُّق الدماغ والإرادة إلاَّ المعنى لإمكانية تفعيل إرادة المخّ في الذي تتطلَّبه الحياة بمعناها غير المتبلِّد بدوخة القات ودخان «شيشة» اليوم ومداعة الأمس؟
* لقد قال لنا العالم «وما أنشأتم من مكوِّنات فللمرأة اليمنية الثلث».. فلماذا كل هذا «القاع والقرنباع» لمجرَّد أن نبيلة الزبير القادمة من سلسلة جبلية سكنتها الملكة أروى حظيت بالموافقة على أن ترأس فريق الحوار عن قضية صعدة فقامت قيامتنا.. في الفندق والمقايل.
* إن أيّ ناجح أو حتى راسب في الحساب لن يجد صعوبة في التسليم بأن من حقّ النساء أن يمثِّلن الثلث من كل مكوِّن وفي مختلف الفرق واللجان.. ولا أظنّهن إلاَّ مظلومات أو أننا نظلم الأرقام التي لا تكذب فنغرق في الكذب.
* وأمَّا بعد حديث «الكوتا» وحديث أنها نصف المجتمع.. ووقائع أنها الأولى في الثانوية وأنها المدرسة.. فليس أقلّ من أن نغادر كل هذه الخيبة وهذا التخلُّف الرجالي بعقول النساء.. الحرائر يا ذكور مؤتمر الحوار.