- قال محافظ محافظة تعز المستقيل علي المعمري اليوم الأربعاء، إن قضية الرواتب لم تكن إلا راس الجليد وإن المحافظة تعرضت لخذلان، وإنها كانت وما زالت تستحق اهتماماً أكثر ودعماً أوسع. وكان المحافظ قدم استقالته أمس احتجاجاً على رفض البنك المركزي صرف رواتب الموظفين في المحافظة. وقال في بيان إن قراره كان «ناتجا عن محصلة تراكمية، تولدت بفعل الأحداث والمواقف والظروف التي مرت وتمر بها محافظة تعز». وأشار المعمري إلى أن الحكومية اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، تعمدوا إقصاء تعز من الدعم العسكري والمالي. وأوضح «قرار الاستقالة من منصبي لم يكن قرارا للاستهلاك الاعلامي او المماحكات أو المزايدة، فالظروف التي تعيشها المحافظة ومعاناة أهالينا في تعز تحفر من الأسى في النفس بما لا يترك مجالا لإلهاء الناس وخداعهم، بالشعارات، أو المواقف التي لا يصدقها السلوك والفعل». وقال «لقد قبلت العمل كمحافظ في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة وبذلت مع الكثير من القيادات والشخصيات الوطنية من المدنيين والعسكريين جهودا كبيرة من اليوم الأول في خطة لاستكمال التحرير للمحافظة وخطة للتخفيف من آثار الحرب وبرنامج لتفعيل مؤسسات الدولة». وفيما يلي نص البيان بسم الله الرحمن الرحيم بيان تعقيبا على الأحداث والمواقف الأخيرة المتعلقة بصرف رواتب موظفي محافظة تعز والتي كانت السبب المباشر بتقديم استقالتي فإنني أولا أكرر التهاني لجميع أبناء محافظة تعز بالاحتفالات الوطنية بعيد ثورة 26سبتمبر التي نعيشها في محافظة تعز بالرغم من كل الظروف القاهرة التي تحيط بالمحافظة من الحرب والحصار والخذلان ، وإني إذ أشعر بالسعادة لوصول الجزء اليسير مما تستحقه هذه المحافظة والمتمثل براتب الشهر الحالي ، فإني أتقدم بالشكر لكل من تفاعل مع هذه القضية وبالخصوص فخامة الأخ رئيس الجمهورية والأخ نائب الرئيس والأخ رئيس الوزراء والاخوة في وزارة المالية وموظفي البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن الذين اضطروا لفتح البنك في يوم اجازة العيد الوطني وكل من ساهم بأي جهد او مسيرة او اعتصام او مطالبة ساهمت في مساعدة أبناء المحافظة في الحصول على بعض حقوقهم .
إنني أؤكد لجميع أبناء المحافظة الكرام بأن قرار الاستقالة من منصبي لم يكن قرارا للاستهلاك الإعلامي او المماحكات أو المزايدة ، فالظروف التي تعيشها المحافظة ومعاناة أهالينا في تعز تحفر من الأسى في النفس بما لا يترك مجالا لإلهاء الناس وخداعهم ، بالشعارات ، أو المواقف التي لا يصدقها السلوك والفعل ، ولم تكن قضية الرواتب إلا رأس جبل الجليد . ولذا فقد كانت الاستقالة قرارا ناتجا عن محصلة تراكمية تولدت بفعل الأحداث والمواقف والظروف التي مرت وتمر بها المحافظة وما تتعرض له من حرب وحصار وخذلان .
لقد قبلت العمل كمحافظ في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة وبذلت مع الكثير من القيادات والشخصيات الوطنية من المدنيين والعسكريين جهودا كبيرة من اليوم الأول في خطة لاستكمال التحرير للمحافظة وخطة للتخفيف من آثار الحرب وبرنامج لتفعيل مؤسسات الدولة وبدأنا جميعا في معركة فك الحصار عن المحافظة في المنفذ الغربي وكسر الحصار وفتح طريق عدن ثم العمل على برنامج دمج المقاومة في الجيش والأمن ، وأولينا ملف الجرحى والتخفيف من معاناتهم أولوية خاصة ، وبذلنا جهودا في تفعيل كافة مؤسسات الدولة و الأجهزة الامنية من شرطة عسكرية وقوات خاصة وأمن عام ومايتعلق بالأمن والقضاء من الإدارات والاقسام و الأجهزة القضائية والنيابة العامة ، وكذا المؤسسات التعليمية والصحية وبقية مكاتب السلطة المحلية التي تم تفعيل معظمها من نقطة الصفر بعدما تعرضت للخراب الكامل بفعل الحرب والحصار والفوضى .
لقد حالت الظروف الصعبة ، دون تفعيل بعض المؤسسات بالصورة الأمثل التي كنا نحلم بها ويحلم بها كل أبناء المحافظة ولكنا بذلنا الجهد كله بما توافر لدينا من امكانيات بسيطة كانت تأتي دائما بعد الكثير من المتابعة والجهد ، ولا أدعي أن تلك الجهود قمت بها منفردا بل كان معنا الكثير من القيادات المخلصة والصادقة من أبناء المحافظة في ظل وضع بالغ التعقيد من الحرب والحصار وشحة الامكانيات والعراقيل التي لاتتوقف .
إن تعز بما قدمته من التضحيات وما احتملته من الآلام وما تعرضت له من القصف الهمجي والحرب الظالمة والحصار الخانق كانت ولازالت تستحق اهتماماً أكثر ودعما أوسع وهي قادرة بإيمان ابنائها وقدرة رجالها وثبات شبابها على صناعة النصر ودحر المعتدين .
إننا حين نغرق في التفاصيل الصغيرة على حساب القضايا الأكثر جسامة والمتمثلة بالتحرير الكامل للمحافظة وتطبيع الاوضاع الأمنية وتفعيل كافة مؤسسات الدولة وعلاج الجرحى والتخفيف من الاوضاع الإنسانية يجعلنا شركاء بصورة ما في زيادة معاناة المدينة بشغلها بالهموم الصغيرة بدلاً عن الهم الكبير المتمثل بتحرير ما تبقى من المحافظة قبل كل شيء .
لاشك أنني لن أكون قادرا على توضيح كل التفاصيل وليس كل ما نعرفه يمكن أن نقوله علناً ولكني لن أحتمل أن اكون سببا من أي نوع وتحت أي حجة في استمرار معاناة أهلي وأبنائي وإخواني أبناء المحافظة ، ولذلك قررت أن أترك الفرصة لغيري ممن قد تتاح لهم فرصة خدمة المحافظة بصورة افضل .
لم أعد من البداية بشيء سوى بذل الجهد والوسع والطاقة ، ولم يكن لدي من شيء سوى إيماني العميق بعدالة قضيتنا ونبل أهدافنا ، وكنت أتمنى ان تساعدني الظروف على تقديم المزيد ، و لكني أعد الجميع بأني سأظل وفيا لهذه المحافظة الباسلة مخلصا لأبنائها وخادما لقضاياها من أي موقع أو مكان تتاح لنا فيه الفرص لعمل كل ما يحقق آمالهم وطموحاتهم .
أعتذر للجميع عن كل خطأ أو تقصير وأتمنى المسامحة من كل أبناء المحافظة .