قدم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط اعتذارا علنيا للرئيس السوري بشار الأسد، قائلا إنه في لحظة غضب قال كلاما غير لائق في حقه، داعيا إياه إلى تجاوز الأمر وطي صفحة الماضي. وقال جنبلاط في مقابلة مع فضائية "الجزيرة" القطرية بثتها مساء السبت 13-3-2010 إنه صدر منه في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي في حق الرئيس بشار الأسد في لحظة من التوتر الداخلي الهائل في لبنان والانقسام الهائل. وتساءل جنبلاط عن "إذا ما كان الرئيس السوري قادرا على تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة من أجل تقوية العلاقة اللبنانية السورية". وكان جنبلاط يشير إلى خطاب أدلى به في الرابع عشر من فبراير2007 في الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، وضمنه هجوما عنيفا على الرئيس السوري، ونعت جنبلاط وقتها الأسد بأنه "ديكتاتور دمشق" و"متوحش وصنيعة إسرائيل" و"مجرم" و"كذاب". ووصف جنبلاط كلامه هذا بأنه كان غير لائق، وغير مألوف، وخارجا عن الأدبيات السياسية حتى في المخاصمة. وشدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على أن "أمن سوريا من أمن لبنان والعكس صحيح، وما نريده هو علاقات مميزة مع سوريا.. فمصيرنا مشترك، ونحن شعبان على أرض واحدة، ولكن هناك دولتين ولابد من قيام علاقات سياسية واقتصادية". ولفت إلى أن المنطقة تتعرض لعدوان إسرائيلي يأخذ في كل لحظة أشكالا مختلفة، ولابد من الاستمرار في المواجهة، موضحا أن التهديدات الإسرائيلية مستمرة، ومن حق لبنان أن يقاوم. وجدد جنبلاط الاستمرار في الدفاع عن قضية فلسطين، ومنع تحويل لبنان إلى ممر للمساس بأمن سوريا، والبقاء مع المقاومة سياسيا وفكريا وعسكريا إذا لزمت المواجهة في حال أي اعتداء إسرائيلي. وفي رده على سؤال عن إذا ما كان سيزور سوريا قريبا، قال إنه لا يستطيع أن يحدد بنفسه إذا ما كان سيزور الدولة الجارة للبنان، وأضاف "سنرى إذا ما كانت القيادة السورية راغبة في تجاوز تلك اللحظة، وإذا وجهوا دعوة فلن يكون لدي مانع وقتها".
اتهام سوريا وفي عام 2005، اتهم جنبلاط النظام السوري باغتيال الحريري، وباغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط عام 1977، وقال إن ضميره أصبح مرتاحا بعد سنوات طويلة من الصمت. وعقب اغتيال الحريري وبضغط من المجتمع الدولي أنهت سوريا وجودها العسكري في لبنان الذي استمر 30 عاما. وكان جنبلاط أحد أعضاء ائتلاف 14 آذار المدعوم من الغرب والمناوئ لسوريا، ومنتقدا صريحا للنظام السوري، وانسحب منذ أشهر قليلة من الائتلاف، وبدأ التصالح مع المعارضة التي يقودها حزب الله المؤيد لسوريا. وتحسنت العلاقات في الفترة الأخيرة بين سوريا ولبنان بعد أن زار رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري ابن رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري دمشق، وأجرى محادثات مع الأسد.