تكتظ شوارع صنعاء وغيرها من المدن بالسيارات المتهالكة التي زاد اقبال اليمنيين عليها لرخص ثمنها مقارنة مع الأنواع الفارهة منها ، ما دفع السلطات الى دق ناقوس الخطر تجاه هذه الظاهرة مع ارتفاع ما تسببه من حوادث مرورية وسقوط ضحايا بشكل يومي. وينشط تجار السيارات في اليمن في استيراد هذه المركبات من الأسواق الأمريكية والأوروبية والخليجية والتي يكون معظمها قد انتهت صلاحية استخدامه أو شارف على ذلك. ويؤكد مسؤولون ان هذه النوعية من السيارات تدخل الى البلاد بطريقة غير شرعية في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها البلاد منذ العام 2011 . وقال نائب مدير عام شرطة السير في اليمن عبدالرزاق المؤيد، ان " هناك عملية اغراق غير مسبوقة للسوق المحلي بالسيارات المتهالكة والتي خرجت في معظمها عن الخدمة". وأوضح المؤيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الآلاف من هذه السيارات دخلت الى السوق اليمن مع بداية احداث 2011 ، وهذه السيارات مصدرها دول الجوار ومن امريكا والسوق الاوروبية وهي سيارات خرجت عن الخدمة او رديئة التصنيع. وأضاف"معظم السيارات دخلت البلاد بطرق غير شرعية وهي تمثل عامل اقلاق حيث تتسبب في ارتفاع نسبة الحوادث المرورية". وتابع " هناك ضوابط على دخول السيارات الى البلاد ، لكن مع الاحداث التي شهدتها البلاد مؤخرا لم يتم تطبيق هذه الضوابط الامر الذي تسبب في اغراق الاسواق اليمنية بتلك السيارات الخارجة عن الخدمة والتي اتلفت في بلد التصدير". وتسعى السلطات الى ضبط الأسواق اليمنية ومراقبة مدى مطابقة ما يقدم للزبائن للمواصفات في ظل شكاوى المستهلكين من انتشار البضائع المقلدة ومنتهية الصلاحية منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العام 2011 ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ولا تتوقف الآثار السلبية للسيارات المتهالكة على الحوادث المرورية وما توقعه من ضحايا بل باتت تمثل "واجهة غير حضارية فضلا عن اعاقتها حركة السير ، بحسب المؤيد.
وقال المسؤول الأمني اليمني ان هناك اجراءات لإيقاف دخول مثل هذه السيارات من خلال الجهات الحكومية الاخرى كالجمارك وقوات حرس الحدود ، كما ان هناك توجهات بإحالة السيارات غير المطابقة وغير الصالحة للاستخدام الى التشليح (قطع غيار). الا انه لا توجد في اليمن اي "مواصفات جودة" خاصة بالسيارات بأنواعها في كافة المنافذ الرسمية. وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة طه العامري، لوكالة انباء ((شينخوا)) ان الهيئة ليس لها دور في فحص السيارات بشكل عام سواء كانت جديدة او متهالكة نظرا لشح الامكانيات التي تعاني منها. واضاف " لا توجد لدى الهيئة مواصفات خاصة بالسيارات ، فالسيارات الجديدة يتم اعتماد جودتها بناء على شهادة بلد المنشأ، والسيارات المتهالكة ليس لها اي مواصفات ولا تندرج ضمن قائمة المواصفات اصلا". ويقبل اليمنيون بشكل كبير على شراء السيارات المستخدمة والقادمة من امريكا او من دول الجوار، ويعزفون عن شراء الانواع الفارهة منها. وقال تاجر السيارات اليمني يوسف المحويتى ، ان هناك عزوفا شبه كلي عن شراء السيارات الفاخرة في اليمن ، الا من قبل بعض الشخصيات ذات الثراء. واضاف المحويتى ل ((شينخوا)) ان " الاقبال بشكل كبير على السيارات المستخدمة القادمة من السوق الامريكية والخليجية نظرا لسعرها المناسب" . وتابع " نحن نستورد سيارات مستخدمة من امريكا تكون تعرضت لصدمات مثلا ، ويتم اصلاحها هنا في السوق المحلية ثم يتم بيعها ، وهذه السيارات تجد اقبالا كبيرا من عامة اليمنيين". واشار الى ان مزاج اليمنيين تجاه نوع السيارة ومواصفتها غير مهم ، الاهم فقط السعر المناسب. وتصنف السيارات المتهالكة ضمن احد اهم مسببات حوادث السير في اليمن والتي تخلف ضحايا بشكل يومي. وتؤكد الجهات الرسمية اليمنية ان الحوادث المرورية في البلاد تتسبب بإزهاق ارواح اليمنيين بشكل شبه يومي نتيجة عوامل عدة منها رداءة السيارات المستخدمة. وتشير الاحصائيات الرسمية اليمنية الى ان حوادث السير خلال الأعوام الخمسة الماضية (2008-2012) حصدت حياة نحو 13527 شخصا ، واصابة ما يزيد على 50 الفا في 63156 حادثة سير مختلفة . واحتفل اليمن مع بقية الدول العربية خلال الأيام الماضية بأسبوع المرور العربي الذي اقيم هذا العام تحت شعار "مسؤوليتي سلامتي". وأصدرت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بيانا بهذه المناسبة قدرت فيه عدد ضحايا حوادث المرور في الدول العربية ب 26 ألف قتيل كل عام مسببة خسائر بنحو 25 مليار دولار سنويا. ودعا البيان ، الى ضرورة العمل من أجل وقف نزيف حوادث المرور في الدول العربية التي وصفتها بالمعضلة الحقيقية التي تتفاقم وتستفحل يوما بعد يوم.