مرت سنة على رحيل هذا الشاعر والصحفي والإنسان اليمني الحر والمخلص الذي أحب صنعاء واليمن شبرا شبرا، ولم تستطع أسرته ومن تبقى من أصدقائه في صنعاء إحياء الذكرى السنوية الأولى على رحيله! وحده القاتل يحتفل اليوم في صنعاء، وحده الحوثي يحيي مناسبات الموت والموالد ويقتل الناس والمواليد. حتى ضريح محمد العبسي اعتدوا عليه وانتهكوا حرمته! لم يحرك بعض أصدقاء ومعارف محمد العبسي من الصحفيين والشعراء والكتاب والناشطين الحوثيين ساكنا، وربما قالوا: يستاهل هو وقبره! أتذكر بعض هؤلاء الذين كانوا يتملقون محمد العبسي ويحتفون به في حياته، وأستحي وأندم. أستحي وأندم لأنني عرفت هذه العيّنة من البشر. وهؤلاء ليسوا عيّنة من البشر في الحقيقة، بل نوع من النذالة الخالصة.
لترقد بسلام في قبرك يا محمد العبسي! موطنك وضريحك في قلب كل واحدٍ منا، وسنتذكرك ونحيي ذكراك دوما في كل مكان وكل قلب يا صديقي.