يبدو أن عفرين كانت المحطة الأولى للأطماع التركية لتوسيع نفوذها في كل من سورياوالعراق، بحجة مكافحة الجماعات الكردية التي تصفها أنقرة بالإرهابية. فقد قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن الأمن القومي التركي يتطلب السيطرة على أجزاء واسعة في كافة المناطق السورية العراقية المحاذية لحدود بلاده. وأضاف أردوغان أن العملية العسكرية في عفرين مهدت الطريق لشن عمليات عسكرية في منطقة تمتد لنحو 400 كيلومتر إلى الشرق من القامشلي، لتشمل كلا من منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين في شمال سوريا. ويبدو أن أطماع أردوغان لم تتوقف داخل الأراضي السورية، عندما أشار إلى احتمال دخول القوات التركية قضاء سنجار في شمال العراق "لتطهيره من العناصر الكردية"، على حد قوله. ويقول مراقبون للتحركات التركية إن أنقرة تريد استثمار السيطرة على مدن سورية، للتوسع شرقا، لتصل إلى الحدود العراقية بحجة ملاحقة الجماعات الكردية، وبهدف توسيع مناطق نفوذها داخل الأراضي السورية والعراقية. كما يرى المراقبون أن أنقرة تستغل انشغال الحكومة العراقية بملف الانتخابات المقررة في مايو المقبل لتنفيذ مخططاتها في شمال العراق، خاصة بعد الأوضاع الصعبة التي أصبحت عليها أربيل بعد عملية الاستفتاء. ويعزو بعض المراقبين الأطماع التركية داخل الأراضي السورية والعراقية إلى استغلال أنقرة للخلاف الروسي الأميركي بشأن الأوضاع في سوريا، فضلا عن تخلي واشنطن عن دعمها للأكراد، بالإضافة إلى الاتفاق الروسي التركي الإيراني في تقاسم مناطق النفوذ داخل سوريا.