استنكرت المجموعة الدولية وفي مقدمتها بريطانيا، أقرب حليف للولايات المتحدة، وروسيا الإثنين، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الذي سبق أن رفضته 128 دولة من أصل الدول ال193 الأعضاء في الأممالمتحدة. وتسبب نقل السفارة اليوم الإثنين، في مواجهات عنيفة على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، أوقعت أكثر من 40 قتيلاً وألفي جريح. أعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: "لا وافق على قرار الولاياتالمتحدة نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع المدينة المقدسة". وأضافت أن "السفارة البريطانية في إسرائيل مقرها في تل أبيب، ولا نعتزم نقلها". وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال الإثنين حول ما إذا كان نقل السفارة الأمريكية يثر مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة: "نعم، لدينا مثل هذه المخاوف، وسبق أن عبرنا عنها". وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين في لندن أن الولاياتالمتحدة خسرت "دور الوسيط" في الشرق الأوسط بعد قرارها نقل سفارتها في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقال: "نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة"، مضيفاً أن "الولاياتالمتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع، وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام" في الشرق الاوسط. ومن جهته قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ على تويتر: "الإدارة الاميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الإسرائيلية، عن هذه المجزرة". وندد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو من جانبه "بمجزرة" وب"إرهاب دولة" في تعليقه على حصيلة القتلى المرتفعة للفلسطينيين في قطاع غزة. وأضاف: "اللعنة على اسرائيل وقواتها الامنية". وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الإثنين أن الإدارة الأمريكية تتصرف ب"عدم نضج" وتنتهج "أسلوب المغامرة"، تعليقاً على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الإثنين إن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس "خطوة بالغة الخطورة" معتبراً أن الإدارة الأمريكية لا تدرك "أبعادها الحقيقية". ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً حول القدس الأربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث "مواجهة قرار الولاياتالمتحدة غير القانوني" بنقل سفارتها إلى القدس، وفق مسؤول في الجامعة. واعتبرت الحكومة الأردنية اليوم الإثنين أن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يشكل "خرقاً واضحاً" لميثاق الأممالمتحدة مؤكدة أنه "إجراء أحادي باطل لا أثر قانونياً له، ويدينه الأردن". وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث باسم الحكومة محمد المومني إن "افتتاح السفارة الأميركية في القدس، واعتراف الولاياتالمتحدة بها عاصمة لإسرائيل يمثل خرقاً واضحاً لميثاق الأممالمتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة". وأكدت الخارجية المصرية في بيان "دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". ومن جهته أكد مفتي مصر شوقي علام في بيان أن تدشين السفارة الأمريكية "استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض" مشدداً على أن "هذه الاستفزازات الأمريكية تزيد الوضع صعوبةً وتدخل بالمنطقة في مزيد من الصراعات والحروب مما يهدد الأمن والسلام العالمي". وجدد العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وقال في رسالة وجهها الإثنين إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هذه "الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي ترفض تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة". ووصفها ب"العمل الأحادي الجانب الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية على تأكيده".