عناصر النجاح في مسلسل “لعبة الموت”، من نص شيّق كتبته ريم حنا وإخراج متمكن من قبل الليث حجو، وأداء متقن من ممثليه عابد فهد، وسيرين عبد النور، وماجد المصري. لعبة الموت من ضمن عدد قليل من المسلسلات التي أنتجتها الدراما الرمضانية هذا العام والتي لم تدخل لعبة السياسة، ولا نفق العشوائيات، ولا قصص الرومانسية المفرطة، إنه عمل استثنائي يحكي عن حب التملك أي عندما يحاول رجل السيطرة على امرأة وكأنها شيء من ممتلكاته، يغار عليها غيرة قاتلة، ويحاصرها بكل الوسائل والطرق حتى لا يقترب منها أحد غيره، ويدخلها في سجنه حتى لا ترى أحداً سواه، إنها حكاية رجل الأعمال عاصم وزوجته نايا، قصة الحصار المفروض بالإكراه من الزوج، والمرأة التي تتوق إلى حريتها وتعمل على استرجاعها ومن أجلها تنفذ لعبة الموت، فتخدع زوجها والمحيطين بها حين توهمهم بأنها قد انتحرت، لنراها تظهر من جديد في القاهرة، ومن خلال حياة جديدة وعلاقات مختلفة، ويبقى زوجها غير مصدق أنها انتحرت، شيء بداخله ما زال يؤكد على وجودها، وبين القاهرة حيث نايا، وبيروت حيث يعيش عاصم مع أحزانه، تتكشف خيوط كثيرة وحكايات من الماضي تتيح للمشاهد الغوص في تفاصيل القصة بمتعة وتشويق كبيرين. سيرين عبد النور لعبت في أدوارها السابقة دور المرأة اللعوب والشريرة والقاسية ونجحت أيضاً بدور الفتاة الفقيرة، لكن من خلال لعبة الموت تقدم الفنانة اللبنانية شخصية مختلفة تماماً حيث تظهر بدور المرأة المقهورة وتعيش حالة من الخوف والرهبة من زوجها عاصم، أما عابد فهد فكعادته يبدع في كل الشخصيات التي يؤديها، وخصوصاً تلك تتطلب قدرات استثنائية من حيث التحضير والأداء، من جانبه أتقن ماجد المصري دور كريم وقدمه ممزوجاً بشيء من الكوميديا المحببة، وأكمل المخر ج الليث حجو هذه العناصر من خلال الصورة الجميلة التي قدمها واللقطات المميزة التي احتوتها حلقات المسلسل. يبقى أن نذكر أن لعبة الموت يضم مزيجاً من الفنانين من مصر وسوريا ولبنان. وهو مقتبس من فيلم النوم مع العدو لجوليا روبرتس.