تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دورا محوريا في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من خلال مشاركتها الفاعلة على المستويين العسكري والسياسي، إضافة إلى الدور الذي تقوم به في المجال الإنساني والإغاثي والتنموي في المحافظات المحررة. ويبدي سفير الإمارات في اليمن سالم الغفلي تفاؤلا كبيرا حيال قدرة قوات المقاومة المشتركة المدعومة من القوات الإماراتية على تطهير مدينة الحديدة من الميليشيات الحوثية، مشددا في لقاء مع “العرب” على ثقته في الجيش الوطني اليمني والمقاومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، لتنفيذ عملية تحرير الحديدة وإنهاء الانقلاب واستعادة كافة المناطق التي مازالت في قبضة الانقلاب الحوثي الذي سيجبر على العودة إلى طاولة المفاوضات. وفي رده على سؤال حول طبيعة الضغوط الدولية التي تجددت مؤخرا والرامية إلى إيقاف معركة الحديدة وهل تحمل في طياتها ما يمكن أن يطلق عليه “ابتزاز سياسي” دولي تمارسه بعض الدول عبر الملف اليمني، وفقا لتعبير وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أشار الغفلي إلى أن هناك تخوفا في ما يتعلق باحتمالات وجود خسائر بشرية وإمكانية إعاقة وصول المساعدات الإنسانة. وأضاف أن التحالف العربي بقيادة السعودية حريص على أرواح اليمنيين وسلامتهم، مشيرا إلى أن تدخّل التحالف جاء في الأساس لإنقاذ اليمنيين من تسلط وهيمنة الحوثيين وممارساتهم غير الإنسانية والمنافية للقيم والأعراف الدولية. ولفت سفير الإمارات في اليمن إلى أن التحالف العربي لديه توجس ومخاوف من استهداف الميليشيات الحوثية للمدنيين واتخاذهم دروعا بشرية، انطلاقا من ثقافة تلك الميليشيات التي لا تضع في اعتباراتها أي قيمة للإنسان. وفي تعليقه على قدرة التحالف العربي على طمأنة المجتمع الدولي لتداعيات وآثار مرحلة ما بعد تحرير الحديدة، قال سالم الفغلي إن التحالف قدم كل التطمينات للمجتمع الدولي لمرحلة ما قبل وأثناء وبعد التحرير. وأشار إلى أن هناك خططا جاهزة لما بعد تحرير الحديدة، تم فيها الأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني والبيئي، كما تم وضع خطط لإعادة تأهيل البنية التحتية في المدينة مثل الميناء والمطار ومراكز الخدمات لتكون جاهزة ومؤهلة بشكل جيد ولائق لخدمة المواطن اليمني الذي عانى كثيرا من جور وظلم الميليشيات الحوثية، إلى جانب تحسين منظومة الخدمات لأهالي الحديدة وما جاورها. وبرز اسم دولة الإمارات بشكل ملموس من خلال مشاركتها المباشرة في عمليات الساحل الغربي، التي حققت نجاحا سريعا وخاطفا وصولا إلى تحرير مطار الحديدة الدولي والاقتراب من تحرير ميناء المدينة الاستراتيجي. وأكد الغفلي أن ميناء الحديدة ومطارها ستتم تهيئتهما لإيصال المساعدات. وعن خطة الاستجابة الإنسانية التي تم إعدادها لمرحلة ما بعد استعادة مدينة الحديدة والتي يمكن أن تقوم بها الإمارات، جدد الغفلي التأكيد على أن “هناك خططا جاهزة أعدتها السعودية والإمارات لتنفيذها في هذه المرحلة ومن المتوقع أن تغطي احتياجات الإنسان اليمني، وستستخدم كافة الإمكانيات والوسائل لإيصال المساعدات الإنسانية المتكاملة من مأوى ومأكل ودواء، إضافة إلى أن خطط التحالف وضعت في حسبانها أنها ستصادف عراقيل في هذا الشأن وقد وضعت البدائل المناسبة لتجاوزها”. وحول التغطية الإعلامية التي تحاول أن تخدم المشروع الحوثي وتضع العوائق أمام تحرير الحديدة من خلال تأليب المجتمع الدولي والمنظمات، وما تلعبه قطر في هذا الجانب والذي يصب في اتجاه خدمة المشروع الإيراني وأذرعه في المنطقة، واليمن على وجه الخصوص، أجاب السفير بأن ذلك “ليس بغريب على إعلام كرس جهده لخدمة مثل هذه المشاريع التي تضر بالأمة العربية”. ويتفق سفير دولة الإمارات في اليمن مع الفرضية السياسية التي ترى أن استعادة الحديدة ستسهم في إجبار الميليشيات الحوثية على العودة للمسار السياسي وتقديم تنازلات حقيقية، بعيدا عن أسلوب المراوغة الذي اعتادت عليه، حيث يقول إن “الهدف من الحروب هو الوصول إلى السلام والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقد مرت عملية السلام في اليمن بمرحلة جمود نتيجة مراوغة وتهرّب الجانب الحوثي من الالتزام بمبادرات الأممالمتحدة، وبالتالي فإن استعادة الحديدة من شأنها تحريك وتعزيز فرص الوصول إلى حل سياسي للملف اليمني”. ويشير الغفلي إلى أن هناك تفاهمات بين كافة الأطراف ممثلة في التحالف العربي والشرعية على المستوى البعيد تحول دون إتاحة الفرصة لأي طرف سياسي للعبث أو القيام بأدوار مشبوهة، مضيفا أن “مستوى التوافق بين التحالف العربي والشرعية في أعلى مستوياته ولقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالرئيس عبدربه منصور هادي الاثنين 12 يونيو خير تعبير عن هذا التفاهم، وخير رد على من يشكك في هذه العلاقة وفي الجهود جميعها المكرسة للقضاء على الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران”.