إنهم يضحكون علينا.. وإلاّ أين هي الخطورة، وكيف يمكن القضاء على إسرائيل لمجرد أن الشاب الفلسطيني محمد عساف- الحائز على جائزة أرب أيدل- قدم أغنيته "ياطير الطائر"، فكان أن فقد نتنياهو القدرة على النوم، حتى أنه اشتكى عساف لوزير الخارجية الأمريكي. *وحتى لا تنطلي الحكاية التخديرية فإن أغنية الفلسطيني عساف تقول: فلسطين بلادي، حلوة يا ما شاء الله، ميل على صفد، حلوة طبريا، لعكا وحيفا، سلم على بحرها، ولا تنسى الناصرة، هالقلعة العربية، بشر بيسان برجعة أهلها. *وما سبق ليس إلا قطرة في بحر صار فيه الإعلام الموجه جيلاً جديداً من الحروب التي تخدر وتعبث بالفكر من خلال حكايات مضحكة أكثر منها عاقلة.. لكنها تخدم الهدف على نحو القول بأن أوباما يريد أن يضرب سوريا ولكن ضربة محدودة..ي ريد أن يعتدي على سوريا دونما سقوط النظام.. يعني ارقصي ولا تهتزي. *هل تتذكرون تسويق إعلام التخدير لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وهو ينسحب من أمام شمعون بيريز على الهواء..؟ لقد بدا الأمر معلناً أننا أمام آخر القادة المسلمين المحترمين الذين سيكون لهم شأن في استرداد القدس سيراً على منهج صلاح الدين.. ثم كشفت الأيام أنه ليس أكثر من حصان طروادة ووكيل المشروع الأمريكي في المنطقة. *وما زلت عند هذا الجيل الجديد من الحروب الإعلامية التي توزع غاز السارين النفسي على الأمة، على طريقة إشغالنا بحكاية أردوغان مع الحصان العربي، والتي تقول بأن أردوغان حاول الركوب على الحصان.. ولكن لأن الحصان عربي فقد أصيب بحالة من الهيجان وأسقطه على الأرض بعد محاولة القفز المفاجئ.. واطمئنوا فلقد قام الحصان العربي يرفس أردوغان عدة رفسات في ظهره.. *وحتى والحكاية صحيحة ومنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي فإنها لا تعني أكثر من تأكيد عناد أردوغان، وهو عناد سبقه إليه جندي تركي في اليمن وفقاً لرواية جدي رحمة الله عليه.. تقول الرواية إن جندياً عثمانياً من الذين غزوا اليمن أخذ يحاول وضع الحمولة على مؤخرة الحمار، لكن الحمولة تنزلق إلى الأرض، فتطوَّع أحد القبائل اليمنيين لإفهامه أن الحمولة توضع على ظهر الحمار وليس فوق مؤخرته.. فما كان من الجندي العثماني إلا أن واصل العناد وهو يكرر.. كله همار.. يعني كله حمار. *احذروا فنحن أمام إعلام موجه يمثل جيلاً جديداً من الحروب تتخفى وراء أغنية وانسحاب ورفسة حصان!!