تصدى مؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين العرب الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان، لطروحات ومشكلات تواجه هذه الفئة، التي تشكل شريحة واسعة من شعوب العالم العربي. وفي هذا النطاق عبر المشاركون في المؤتمر عن قلق آخذ في التصاعد بسبب أحداث اتسمت بالعنف أحيانا وعدم التسامح مع أبناء الديانات المختلفة في أحيان أخرى. وقال البطريرك لويس روفائيل الذي شارك في المؤتمر إن رفض بعض المنظمات الإسلامية المتشددة تقبل التعايش مع الديانات أخرى بما فيها المسيحية في البلدان العربية التي تشهد توترا، أدى إلى استهداف مئات المسيحيين الأبرياء، إضافة الى عشرات الكنائس ودور العبادة، لا سيما في العراق. وأوضح في نهاية المؤتمر أن أعداد المسيحيين الذين طلبوا الهجرة إلى الدول الأوروبية وأميركا اللاتينية تزايدت بشكل كبيرا جدا في معظم الدول التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي، وكذلك العراق نتيجة وجود تيارات إسلامية متشددة ترفض حرية الأديان والحوار في ما بينها. وبين البطريرك أن أسباب الاعتداءات على المسيحيين في الدول العربية التي شهدت اضطرابات أمنية جاءت نتيجة لعدم احترام فئات إسلامية متشددة حقوق المسيحيين وديانتهم، داعيا كافة علماء المسلمين ورجال الدين المسيحيين إلى "إيجاد حلول سريعة، قبل توسع رقعة الاعتداءات". وبشأن الحلول المقترحة التي أوصى بها المشاركون في المؤتمر لتجاوز التحديات، اقترح الأب نبيل حداد أن يجلس المسلمون والمسيحيون إلى طاولة حوار، وأن يتم احترام كل الأديان، مؤكدا على ضرورة وجود نية حقيقة في داخل كل فرد لغاية تحقيق تقبل الديانات الأخرى، ومشيرا إلى أهمية "تجذير معنى احترام الديانات وزرعها في الأبناء لكافة الأديان لأنهم المستقبل". وأضاف الأب حداد في تصريح لسكاي نيوز عربية أنه ينبغي على كافة الفئات الاعتدال، داعيا المسلمين والمسيحيين إلى التآخي لتسهيل شؤون الحياة وعدم الالتفاف إلى الفتنة بشكل عام خاصة الدينية منها. ويشار إلى أن اعتداءات على دور عبادة مسيحية شهدتها مصر أيضا في الآونة الأخيرة، كما أفادت إحصاءات حديثة بأن النزاع في سوريا أدى إلى فرار آلاف المسيحيين إلى جانب مئات آلاف السوريين الآخرين من العنف المستمر منذ أكثر من عامين. وفي هذا الإطار قال الأمونيوس الأب عادل عازر، الذي تحدث نيابة عن بابا أقباط مصر تواضروس الثاني، إن "هناك تحديات كثيرة ومؤلمة تواجه المسيحيين العرب". كما دعا مفتي مصر السابق علي جمعة المسلمين إلى "تغيير خطابهم الديني"، قائلا "لا بد من تغيير الخطاب الديني الذي يؤذي الآخر، فهو ليس من ديننا ولا من أخلاقنا ولا من وطنيتنا ولا نعرفه ويجب التخلص منه". وكان الأمير غازي بن الحسين افتتح الثلاثاء بالنيابة عن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أعمال المؤتمر، وأكد في كلمته الافتتاحية أن المسيحيين ليسوا غرباء عن المسلمين وأن إيذاءهم مرفوض دينيا وأخلاقيا وعقائديا.