عرض فيلم "ملك الرمال" المخرج السوري نجدة أنزور جدلا كبيرا قبل سنة من عرضه، لتناوله شخصية الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية. وقد عرض الفيلم للمرة الأولى في الحادي عشر من سبتمبر الحالي بحي هاي ماركت وسط لندن كما وجهت الجهات السعودية انتقادات شديدة للفيلم الذي احيط إنتاجة بسرية تامة. وقد تعذر الحصول على تعليق من الجهات السعودية بلندن بعد محاولات عدة من قبل بي بي سي للاتصال بهم. وقال أنزور في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشونال" "إن فكرة الفيلم استوحيت من وقائع ما يحدث اليوم في العالم العربي، من إعادة تقسيم للمنطقة وكأننا في سايكس بيكو جديدة، والدور الغامض الذي تمارسه دول الخليج العربية ولا سيما السعودية في ذلك وبشكل يؤثّر على وجودنا كعرب وكأحرار ويتداخل مع الفن بشكل سلبي، وكأن الإبداع أصبح يُشترى بالمال ويُقيّم على أساس الولاء". وأضاف المخرج السوري "هذه الدول تحديداً وضعت عوائق وخطوطا حمراء لا يمكن التطرق إليها ونبش صفحاتها، وهذا ما استفزني لكي أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتماً كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية وشخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، والتي استفزتني أيضاً عند قراءة سيرتها الذاتية". وأشار أنزور إلى أنه "وجد في سيرة الملك المؤسس كل عناصر الدراما المشوّقة التي يمكن البناء عليها وإظهارها بشكل فني يمكن أن يلاقي صدى كبيراً لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم، خاصة وأن الغموض اكتنف هذه الشخصية ولم يظهر منها سوى الجوانب الإيجابية كعادة العرب في إخفاء الحقائق وتجميلها". وقال إن عملية إنتاج الفيلم "أُحيطت بالتكتم بسبب حساسية الموضوع المطروح وخشية من محاولات إيقاف إنتاجه، وارتأينا إخضاع العمل للسرية المطبقة، كما هي الحال في صناعة الأفلام حتى يتم الانتهاء من الإنتاج والتصوير ويصبح الفيلم واقعاً، وأصبح (ملك الرمال) واقعاً الآن".