شهدت مدينة كرداسة المصرية اليوم الأحد، تشديدات أمنية على مداخل وخارج المنطقة، حيث أحكمت القوات المسلحة سيطرتها عليها تماما، ويتم تفتيش جميع السيارات المتوجهة إلى كرداسة والخارجة منها تفتيشا دقيقا، وفحص هوية الأشخاص الذين يحاولون العبور إلى المنطقة. تأتى هذه التشديدات الأمنية القوية بعد سماع أصوات دوى انفجار فى وقت متأخر من الليل، مما أحدث حالة من الرعب والخوف لدى الأهالى والسكان، فيما قال أهالى كرداسة إن قنبلة يدوية انفجرت فى مكان نائى بكرداسة تسببت فى حدوث هذه الأصوات. وعلى جانب آخر، بدأت قوات الأمن الجيش والشرطة والعمليات الخاصة عمليات تمشيط واسعة النطاق فى مدينة كرداسة وقرية ناهيا على حدا سواء، حيث خرجت قرابة 20 مجموعة لإجراء عمليات التمشيط وملاحقة البؤر الإجرامية، واستهداف منازل المتهمين المطلوبين جنائيا والمتورطين فى مجزرة مركز شرطة كرداسة التى راح ضحيتها 11 ضابطا وفرد أمن، بينهم مأمور المركز اللواء محمد جبر ونائبه العقيد عامر عبد المقصود. وأضافت المصادر الأمنية أن عمليات التطهير غير مرتبطة بوقت محدد، وأنه لن يتم ترك المنطقة إلا بعد فرض السيطرة التامة عليها. من جانبه، قال اللواء مدحت المشناوى، مدير الإدارة العامة للعمليات الخاصة، إن تعاون القوات المسلحة يسهل من العمليات فى كرداسة، وأن مظاهر الحياة الطبيعية تسير على ما يرام فى ظل تواجد قوات الأمن، لافتا إلى أن الدراسة يمكن أن تعود بها من الغد إذا أرادت الجهات المسئولة. وأضاف المشناوى، أن العمليات فى منطقة "كرداسة" أدت إلى القبض على 70% من العناصر المطلوبة من مسجلين خطر وعناصر إرهابية، مشددا على أن العمليات تتم بالتنسيق التام بين قوات الجيش والشرطة. وأشار مدير الإدارة العامة للعمليات الخاصة إلى أن العمليات الأمنية فى كرداسة غير محددة بوقت زمنى، وأن التوقيت الزمنى لها مفتوح. من جانبه، أكد اللواء أشرف عبد الله مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى، أن العمليات التى تقوم بها وزارة الداخلية فى "كرداسة" و"دلجا" تتم بالتنسيق التام مع قوات الجيش التى تتولى تأمين المداخل والخارج، بينما تتولى قوات الشرطة تقتحم أوكار الإرهابيين والمطلوبين، مشيرا إلى أن حجم القوات المشاركة فى العملية يصل إلى الآلاف. وأضاف "عبد الله" أن الإصابات فى صفوف قوات الأمن وصلت إلى 4 ضباط و5 مجندين وأن الطبيعة الجغرافية وعدد السكان الكبير داخل "دلجا" و"كرداسة" تعرقل أحيانا من وصول القوات، مشددا على أنه تم القبض على أغلب منفذى مذبحة كرداسة، وأن الوزارة تسعى إلى تحديد هوية قاتل اللواء نبيل فراج "شهيد كرداسة" والقبض عليه، لافتا إلى أن عاصم عبد الماجد أحد المطلوبين أمنيا لم يتم القبض عليه حتى الآن وأنه قد يتواجد فى "دلجا". وحول ما تردد مؤخرا عن وجود انتهاكات قامت بها قوات الشرطة قال عبد الله إن العمليات التى تقوم بها وزارة الداخلية بما فيها عمليات فض الاعتصامات فى "رابعة" و"النهضة" تتم مراقبتها عالميا، وأن الجهات الدولية لم تشر إلى أى انتهاكات وقعت فى الانتهاكات، مشيرا إلى أن إجمالى أعداد المضبوطين حتى الآن خلال العملية تجاوز ال170 متهما، شملوا 105 متهمين بكرداسة، و65 بناهيا. فيما أفاد مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة، أن عدد المقبوض عليهم حتى الآن فى أحداث كرداسة وصل إلى 126 متهما، تم تحرير محاضر ل105، وجارٍ فحص 21 آخرين. وكانت قوات الأمن قد ألقت اليوم القبض على 3 متهمين بينهم شقيقين سرقوا خزينة مركز شرطة كرداسة التى تحتوى على "أختام" وبعض الطلقات النارية والأوراق. وعثر بحوزة المتهمين على المسروقات، وتواصل قوات الأمن عمليات التمشيط فى مدينة كرداسة والقرى التابعة لها.