لم أتفاجأ من خبر قالة مدير أمن تعز ، العميد محمد صالح الشاعري، هذا الرجل الذي رفض ان يكون تابعاً لمراكز الصراع الحزبية أو أن ينفذ أجندة وزير الداخلية وزعماء المليشيات في تقسيم تعز الى مربعات لأمراء الحرب ،كنت ادرك ان اقالته مسالة وقت خاصة بعد كل محاولاته لتثبيت الاستقرار في شوارع المدينة وفشله امام تمترس القوى المدعومة من وزير الداخلية لتكريس فكرة فشل الشاعري كمدير أمن لتعز اذكر اتصال الشاعري بي قبل يومين، وهو يشيد بما كتبته قبل أسابيع حول حادثة مرافقين الحدي الذين نهبوا محل الصرافة وتدخل وزير الداخلية للافراج عنهم ، قال لي بأسى: متى سيسنتصر ابناء تعز للمدنية ويرفضوا ان يصبحوا مجرد مسوقي اجندات جهوية وحزبية ومشعلي حرائق .. رحل الشاعري، وبقى سؤاله معلقاً في سماء هذه المدينة ووحلها، وللحقيقة لا اعرف متى سيستفيد ابناء تعز من خطورة التخندق ويتركون نزاعاتهم وأحزابهم وأحقادهم ويفكروا بأن هذه المدينة التي اشعلت الثورة ، اصبحت بؤرة خطيرة لجذب الصراعات والكراهية والأحقاد التي بلغت أقصى قبحها في تحويل مسيرة ذكرى شهيدات الثورة السلمية إلى صراخ مجنون ينهش في عرض المحافظ