وأنا أنتظر حوار فضائية اليمن مع بنعمر، أقرأ في الشاشة: "بعد قليل لقاء خاص وصريح مع..."، وتكرر مع المكتوب أنشودة، ترافقها صور حية من الحياة اليمنية، كلها إنجازات تحققت في عهد الرئيس علي عبدالله صالح، وحتى المشاهد التاريخية والأثرية التي ظهرت باهية شامخة، تم ترميمها وصيانتها على ذلك النحو في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.. كانت تلك بعض إنجازات عهد سماه بنعمر في مقابلته "منظومة الحكم الفاسد التي ميزت اليمن خلال عقود"! وعبارة بنعمر، واحدة من مظاهر تحامله ومغالطاته في مقابلة السبت.. زعم أن اللجنة المصغرة المعنية بالقضية الجنوبية تعطلت لأن المؤتمر الشعبي يقاطعها.. والطرف الوحيد الذي علَّق مشاركته فيها هو المؤتمر، لأسباب لا علاقة لها بالقضية الجنوبية.. هكذا. يعني محمد علي أحمد والذين علَّقوا مشاركتهم في فريق القضية الجنوبية مرة بعد مرة منذ التحقوا بمؤتمر الحوار، ثم علَّقوا مشاركتهم في اللجنة، ثم قاطعوها إلى اليوم، لم يعلِّقوا ولم ينسحبوا، ولم يعرقلوا.. المؤتمر وحده فقط.. لماذا كان بنعمر نازل طالع بين عدن وصنعاء، ويتوسَّل بن علي: رجاءً تعال، رجاء عُد من لندن، رجاءً أحضر، وبن علي لا يعبِّر بنعمر إلى اليوم، ثم ماذا عن تعليق الرشاد؟.. يقول إن المؤتمر علَّق مشاركته لأسباب لا علاقة لها بالقضية الجنوبية.. بينما الأمر يتعلَّق برفض التفاوض الثنائي، شمالي جنوبي، ورفض المساس بالوحدة، هل هذا ابتزاز يا بنعمر، أم في صميم القضية الجنوبية؟ أمرك لله. لكن بنعمر قال أيضاً كلاماً مليحاً، وهذا ليس من باب "امدح الفسل يجود"، فعندما يقول إنه لا يجب تحميل الحكومة مسئولية الماضي، هو محق، رغم أن الناس في هذا البلد لا يحملونها سوى ما يحدث منذ تشكيلها قبل سنتين، من فساد وخوف وقتل وتمدد الإرهاب وزيادة الفقر والبطالة، ولأنها شغلت بترتيب أوضاع مستقبلية لفئات وأحزاب وأسر. أشار بنعمر إلى حملة توحي بأن هذه الحكومة لم تحقق شيئاً، وكأن الماضي كان كله جميلاً، وهو صادق، فهي حملة عامة تشترك فيه كل الأحزاب، وكل المنظمات، وكل الصحف، وكل المواطنين، لكن بنعمر لا يعرف إلا ما يُنقل إليه.. والذي قال "كأن الماضي كان كله جميلاً" هو جمال بنعمر، لم ينطق يمني بهذه الفرية، لكن اليمني يقول أمسنا كان أفضل من يومنا.