يفتح قادة الدول الأوروبية الباب على دراسات مستفيضة حول إمكانية تطبيق عقوبات اقتصادية ضخمة على إيران، على خلفية كشف المخططات الإرهابية التي كانت تنوي القيام بها على أراضي الاتحاد الأوروبي. وكانت السلطات في الدنمارك اتهمت طهران بالتخطيط لشن هجمات تستهدف معارضين إيرانيين في المنفى بتلك الدولة الاسكندنافية، وسبقتها أيضاً في يونيو (حزيران) إحباط فرنسا لمحاولة إيرانية للهجوم على مؤتمر للمعارضة في باريس. وتشير صحيفة "وال ستريت جورنال" إلى أن الحكومة الدنماركية سعت في الأيام الماضية للحصول على دعم شركائها الأوروبيين لفرض عقوبات على طهران المتهمة بالتحضير "للاعتداء" الذي أكده وزير الخارجية الدنماركي أندرس سامويلسن بالقول "إنها الحكومة الإيرانية، إن الدولة الايرانية تقف وراءه". ويؤكد تقرير نشره موقع "فوكس نيوز" الأمريكي أن الدبلوماسيين الدنماركيين حظوا بموافقة سفراء عشرة دول في الاتحاد الأوروبي، من بينها فرنسا وبريطانيا. وتعقيباً على الجهود الأوروبية، قال وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، لإذاعة "فوكس نيوز" إن بلاده تقدم كل الدعم للدول الأوروبية لإجهاض أي محاولة اغتيال على أراضيها. ويوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن على هامش اجتماع قادة أوروبا الشمالية في أوسلو إن حكومته بدأت اتصالات مع الأعضاء ال27 الآخرين في الاتحاد الأوروبي "لاتخاذ إجراء مشترك". وذكر مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن العقوبات المحتملة التي قد تقرر على المستوى الأوروبي ستكون اقتصادية. عقوبات أمريكية وبعد ستة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، ستسعى الولاياتالمتحدة اعتباراً من يوم الإثنين لخنق اقتصاد الجمهورية الإيرانية عبر عقوبات واسعة النطاق، متعهدة بوقف جميع مبيعات النفط المرتبطة بإيران التي يعد الخام بين صادراتها الرئيسية، وتعليق التعاملات المصرفية الدولية معها، معيدة بذلك فرض عقوبات رفعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عندما كان هدفه إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات لوقف برنامجها النووي. وكان بومبيو أعلن لائحة مطالب من إيران تتجاوز البرنامج النووي الذي ركزت عليه الاتفاقية المبرمة في عهد أوباما. وتتضمن هذه المطالب دعوة إيران إلى الانسحاب من سوريا حيث تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى التخلي عن دعمها لحركتي حماس وحزب الله. وأصر بومبيو كذلك على ضرورة إنهاء إيران دعمها للحوثيين في اليمن الذين يواجهون حملة عسكرية تقودها السعودية ضمن التحالف العربي وتدعمها واشنطن. وسيكون منتصف ليل اليوم الأحد / الإثنين البداية لوضع خط فاصل في عالم النفط. إذ اعتباراً من مساء اليوم، سيكون أي طرف يحصل على النفط من إيران عرضة لإجراءات من جانب الحكومة الأمريكية.