ينتظر عشرات آلاف الأشخاص دورهم الخميس في بريتوريا لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، قبل نقله إلى قرية كونا التي أمضى فيها طفولته حيث سيوارى الثرى. ووصل نعش أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا بعد قرون من التمييز، إلى يونيون بيلدينغز، مقر الرئاسة حيث تم استقباله بالنشيد الوطني في حضور ماندلا أكبر أحفاده سنا. وأمام يونيون بولدينغز، المقر المهيب للرئاسة، غطي بالزهور والرسائل نصب مرتجل لمانديلا قرب تمثال قتلى الحربين العالميتين. ثم نقل إلى المنصة لعرضه في المكان الذي أقسم فيه اليمين لدى توليه الرئاسة في 10 مايو 1994 بعد أول انتخابات متعددة الأعراق في جنوب إفريقيا. وكان رسميون وعسكريون وعناصر من الشرطة أول من ألقى نظرة على الجثمان، ثم فتحت الأبواب لعامة الناس. يشار إلى أن مانديلا وضع في نعش بغطاء من الزجاج. وكان جثمان مانديلا نقل بموكب طوال نصف ساعة عبر شوارع عاصمة جنوب إفريقيا بمشاركة آلاف الأشخاص من المستشفى العسكري حيث يحفظ خلال الليل. وكان بعضهم يغني ويرقص خلال تحيتة الموكب لدى مروره في شارع ماديبا (كان يسمى فرمولان) الذي أطلقت عليه هذه التسمية في الفترة الأخيرة تكريما لقبيلة مانديلا. وبينما غادر القسم الأكبر من الناس الاحتفال الرسمي الثلاثاء في سويتو، بلغ طول صف الانتظار لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان مانديلا كيلومترا ونصف بعد ظهر الأربعاء، ما اضطر قوات الأمن إلى إعادة آلاف الأشخاص إلى منازلهم. كما أقامت مدينة الكاب التي قبع مانديلا في سجنها مساء الأربعاء، نحو 27 عاما تكريمها الخاص في ستاد المدينة. وسيسجى جثمان مانديلا من جديد في باحة الرئاسة الجمعة بعد أن ينقل من جديد عبر شوارع بريتوريا من المستشفى العسكري. وسينقل السبت إلى الكاب الشرقي (جنوب شرق) مسقط رأس مانديلا قبل مواراته الثرى الأحد في كونو.