أثار موقع سقوط طائرة الرئيس البولندي الشكوك حول وجود نظريات مؤامرة في الحادث، إلا أن البعض ألقى اللوم على قدم الطائرة كونها تعمل منذ 26 عاما، فيما حملت جهات أخرى الطيار المسؤولية مؤكدة على أن الطائرة خضعت للصيانة في كانون أول الماضي. في الوقت الذي نعى فيه قادة العالم الرئيس البولندي، ليخ كاتشينسكي، الذي لاقى مصرعة برفقة زوجته و 96 آخرين في حادث تحطم طائرته الروسية غربي روسيا صباح أمس، أفردت الصحف البريطانية الصادرة اليوم تقارير موسعة لتغطية خبر الكارثة الجوية. فمن جانبها، أفادت صحيفة التايمز اللندنية بأن ياروسلاف كاتشينسكي، الشقيق التوأم للرئيس الراحل، قام بزيارة موقع الحادث، وتعرف بشكل رسمي على جثة شقيقه. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن ياروسلاف عاد على الفور مرة أخرى إلى بولندا، لدى انتهائه من زيارة الموقع، رفقة رئيس الوزراء، دونالد تاسك، ليلة أمس. ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن ماريوس بلاشيزاك، الناطق باسم حزب العدالة والقانون الذي يترأسه كاتشينسكي، قوله " لقد تسببت تلك المأساة في تحطيم معنويات ياروسلاف، بيد أنه ظل متماسكا ً وشجاعا ً ". هذا وقد تم نقل جثامين 88 شخصا ً ممن كانوا على متن الطائرة، بالإضافة لثمانية من طاقم الضيافة، عبر مروحية إلى موسكو، حيث سيتم التعرف هناك على هوياتهم من قِبل أقربائهم الذين سافروا بالفعل إلى العاصمة الروسية – باستثناء الرئيس وزوجته، ماريا، اللذين أعُيد رفاتهما على الفور.
وفي الوقت الذي استبعدت فيه صحيفة الغارديان البريطانية الاشتباه في وجود أي مؤامرة لاسقاط الطائرة الرئاسية، جاء توقيت ومكان وقوع الكارثة، جنبا ً إلى جنب ما هو معروف من مشاعر كراهية لدى كاتشينسكي تجاه الكريملين، ليثيرا الشكوك بصورة محتملة حول وجود نظريات مؤامرة وراء وقوع الحادث، في كل من موسكو ووارسو.
وفي سياق ذي صلة، تابعت الصحيفة حديثها بالتأكيد على أن المسؤولين البولنديين لطالما أجروا مناقشات حول مساعيهم التي كانت ترمي إلى استبدال الطائرات التي تقل قادة البلاد، بيد أنهم كانوا يشكون على الدوام من نقص الإمكانات المادية. ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن الطائرة الرئاسية التي سقطت صباح أمس تعمل منذ 26 عاماً، وأنها خضعت لعملية صيانة في كانون أول/ ديسمبر الماضي في روسيا. ونقلت الصحيفة هنا عن خبراء روس قولهم إن الطائرة كانت صالحة للطيران، وألقوا باللوم على أخطاء الطيار وسوء الأحوال الجوية. وكتبت مجلة التايم الأميركية تقريراً تحت عنوان " بولندا تنعي حادث تحطم الطائرة الذي تسبب في هلاك حكومتها"، وفيه أكدت على أجواء الحزن العميق التي هيمنت على الشعب البولندي، في أعقاب سماعه لخبر سقوط الطائرة. ونقلت في هذا الجانب عن وزير الخارجية، رادوسلاف سيكورسكي، الذي أبلغ رئيس الوزراء بهذا الخبر المؤسف، قوله :" لقد بكى رئيس الوزراء عند تلقيه الخبر". ثم تمضي المجلة لتؤكد على أن وفاة كاتشينسكي ستتسبب في جلب حالة من الريبة السياسية للبلاد. ففي الوقت الذي كان مقررا ً أن تجرى فيه الانتخابات في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بات يتعين إجرائها الآن في غضون شهرين، طبقا ً لما ينص عليه الدستور البولندي.