في حضور المبعوث الأممي جمال بنعمر فقد اليمنيون كثيراً من حكمتهم وسارع قادة حزبيون للتوقيع على وثيقة صدمت الضمير الوطني قبل أن تصدم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن 2051-2014.. · في غياب بنعمر تدارك الفرقاء كارثة الوثيقة ونزعوا ما بها من مادة " تي إن تي " شديدة الانفجار التي لو بقيت داخل الوثيقة دون فكفكة على طريقة التعاطي الأمني مع الأجسام الغريبة المفخخة فإننا لن نكون أصحاب معجزة كما يحلو للمبعوث الأممي أن يردد ،وإنما سيكون بنعمر وحده هو المعجزة بينما لن نكون سوى " أعجاز نخل خاوية ".. · وحتى لا نبخس الرئيس هادي بعض أشيائه يجدر القول أن رباعية النقاط التي احتواها البيان الرئاسي الحاصل على أصوات مؤتمر الحوار الوطني طهَّر الوثيقة وأنقذها من فشل محقق وغرق مؤكد في بحر المياه التي تكذب أدعياء الغطس.. · لو أن الوثيقة بقيت على حالها فإنها وهي التي تعنونت بمفردات حل القضية الجنوبية لن تحل القضية الجنوبية وإنما ستعقد القضية الجنوبية والقضية الشمالية وصولاً إلى تعقيد القضية اليمنية شمال وجنوب ..شرق وغرب وما إلى ذلك من الجهات الفرعية. · نقاط البيان الرئاسي الأربع حاولت تجنيب اليمن صراعات مؤكدة وتشظيات مرسومة..لكن من قرأ حجم المكر الذي حملته بعض سطور الوثيقة سيدرك أن قوىً محلية وخارجية لن تسلم لأصحاب الفضل في كشف ما في الوثيقة من ألغام حيث أن وراء الأكمة مطبخ يحتاج إلى رقابة حفاظاً على الجسد اليمني من التقطيع. · أبرز ما حمله البيان الرئاسي هو تأكيده على عدم تمرير أي وثائق لا تستوعب الانسجام بين مخرجات الحوار ووثائقه ودستور لا يقفز على المبادرة الخليجية وآليتها ومبادئها وقراري مجلس الأمن ورفض أي تأسيس لكيانات شطرية أو طائفية تهدد وحدة اليمن واستقراره ،وما إلى ذلك من اشتراط تضمين الدستور الجديد نصوصاً " قاطعة " تصون وحدة اليمن وهويته أرضاً وإنساناً وتمنع أي دعاوى تخل بذلك وفقاً لما جاء في البيان الرئاسي وموافقة قاعة الحوار. · على أن التعابير التي ظهرت على وجه أمين عام مؤتمر الحوار الدكتور أحمد بن مبارك وهو يقرأ البيان الرئاسي الذي يصحح ما اعتور الوثيقة ومسارعة قيادات عسكرية لتأييدها في صورتها المشوهة وخارج الوظيفة والدور والزمان والمكان أمور تدعو للقلق من فخاخ ومطبات جديدة تفتح باب التشظي أمام رياح تسمح بمكونات شطرية أو طائفية تنال من وحدة اليمن لصالح مشاريع التقسيم التي انتقلت من المخطط الورقي إلى العراقي فالسوداني ..