استدعت وزارة الخارجية المصرية القائم بأعمال السفارة القطريةبالقاهرة محمد إبراهيم السادة، اليوم الثلاثاء، حيث نقلت إليه رسالة احتجاج أخرى وتأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ ما طلبته مصر والنيابة العامة والإنتربول العربى والدولى بتسليم المطلوبين من جانب العدالة المصرية. كما طالبت الخارجية المصرية القائم بأعمال السفير القطرى بضرورة التدخل لمنع التجاوزات بحق مصر، فضلا عن إبلاغه استياء القاهرة من بيان القيادى الإخوانى يوسف القرضاوى المقيم فى قطر ضد مصر وشعبها، فضلاً عن التحريض المتواصل من جانب قنوات تلفزيونية الموجودة على الأراضى القطرية. كما استدعت وزارة الخارجية أيضًا القائم بأعمال سفيرة البوسنة والهرسك بالقاهرة لإبلاغه احتجاج مصر على قيام على عزت باجوفيتش، عضو المجلس الرئاسى البوسنى برفع شارة رابعة. وقال السفير د. بدر عبد العاطى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بمصر ، إنه تم استدعاء القائم بالأعمال القطرى لدى مصر، حيث تم نقل رسالة احتجاج أخرى للجانب القطرى وذلك للمرة الثانية خلال شهر فى سابقة لم تحدث فى تاريخ العلاقات المصرية- العربية، حيث سبق استدعاء السفير القطرى لدى مصر فى الرابع من شهر يناير الماضى لتسليمه رسالة احتجاج مماثلة ضد التجاوزات المستمرة فى حق مصر، لافتًا إلى أنه تم استدعاء القائم بالأعمال القطرى، لأن السفير القطرى غير موجود بمصر. وأوضح عبد العاطى، أنه تم نقل رسالة احتجاج أخرى وتأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ ما طلبته مصر والنيابة العامة والإنتربول العربى والدولى بتسليم المطلوبين من جانب العدالة المصرية وضرورة التدخل لمنع التجاوزات بحق مصر، مشيرًا فى هذا الصدد إلى بيان أحد المصريين المقيمين فى قطر ضد مصر وشعبها، فضلاً عن التحريض المتواصل من جانب قنوات تلفزيونية الموجود ة على الأراضى القطرية. وجاء ذلك فى إطار سلسلة من الإجراءات التى اتخذتها الخارجية المصرية فى مواجهة التجاوزات القطرية المتكررة ضد إرادة الشعب المصرى، وكان من بينها بالإضافة إلى الاستدعاء السابق للسفير القطرى فى يناير الماضى قيام سفير مصر فى قطر بنقل رسالة احتجاج شديدة اللهجة للخارجية القطرية، وسبقها صدور تصريحات وبيانات رسمية مصرية تستنكر هذه التجاوزات، والتشاور مع الأشقاء العرب لوقفها. وأشار عبد العاطى فى مؤتمر صحفى إلى أن الموقف المصرى واضح بأنه لابد أن تقترن الأقوال بالأفعال وأنه لا يكفى على الإطلاق أن تصدر الدوحة تصريحات تقول إن هناك دعمًا للشعب المصرى وإرادة الشعب المصرى، فقد سبق أن صدرت تصريحات كثيرة من الجانب القطرى فى هذا السياق، ولكن لا بد أن تقترن الأقوال بالأفعال، حسب تأكيده. واشار عبد العاطى إلى أن هناك شواغل وطلبات مصرية كثيرة يتعين على الجانب القطرى التعامل معها بكل وضوح وشفافية، معلقًا "على سبيل المثال لا الحصر هناك مطلوبون مصريون متواجدون على الأراضى القطرية وهناك طلبات بضرورة تسليمهم للعدالة والقضاء والنيابة المصرية، ولم يتم البت أو الرد عليها من الجانب القطرى، وهذه إحدى القضايا الهامة إلى يتعين متابعتها بشكل واضح". وتابع "هناك أيضًا تعامل وسائل الإعلام ومؤسسات إعلامية حتى موجودة على الأراضى القطرية، وتصريحات لبعض الشخصيات المطلوبة والموجودة على الأراضى القطرية والتى تمثل تجاوزًا غير مقبول على الإطلاق فى حق الشعب المصرى وفى حق الدولة المصرية وهى مرفوضة تماماً". ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى أنه يتعين أن يخرج موقف قطرى رسمى واضح فى هذا الشأن كما تم فى الحالة الإماراتية، وأنه لابد من إدانة ورفض كل التصريحات التى تصدر من مؤسسات أو شخصيات متواجدة على الأراضى القطرية وتجاوزها فى حق مصر، وأشار إلى أن الطرف الذى يستمر فى تجاوزه عليه أن يتحمل مسئولية وتبعات هذا التجاوز. وحول ما يردده البعض من أن الموقف المصرى لم يكن فعالا للرد على تجاوزات الجانب القطرى، قال عبد العاطى إن هذا الأمر مردود عليه بأن من يعود إلى الأشهر الماضية سيجد أن الموقف المصرى كان واضحًا بإدانة هذه التجاوزات القطرية منذ الخريف الماضى، وأنه كلما حدثت تجاوزات من الجانب القطرى كان الرد المصرى واضحًا سواء فى صورة تصريحات رسمية صادرة من الخارجية المصرية أو من خلال اتصالات جرت مع دول عربية شقيقة لعل وعسى أن تقنع الجانب القطرى بالتوقف عن هذه التجاوزات. وأردف أنه تم فى الرابع من يناير الماضى فى خطوة غير مسبوقة من جانب مصر استدعاء سفير دولة عربية ،سفير قطر، لتسليمه رسالة احتجاج شديدة اللهجة على البيان المرفوض تمامًا الصادر من الخارجية القطرى، وتم نقل رسالة احتجاج مصرية كما قامت مصر بتكليف سفيرها فى الدوحة لنقل رسالة احتجاج مماثلة للخارجية القطرية وهى كلها خطوات وإجراءات غير مسبوقة تقوم بها مصر مع أشقائها طالما أنه حدث تكرار فيما يتعلق بالتجاوز من جانب أى دولة حتى لو كانت دولة عربية. واعتبر أن عدم وجود ردود واضحة من الجانب القطرى على طلبات التسليم للمطلوبين المصريين هو ما دفعهم منذ لحظات مرة أخرى لاستدعاء القائم بالأعمال القطرى لمقر الخارجية ونقل رسالة احتجاج جديدة، للتأكيد على ضرورة تنفيذ ما طلبته مصر وتنفيذ طلبات النيابة العامة والإنتربول العربى والدولى لتسليم المطلوبين وضرورة التدخل لمنع هذه التجاوزات فى حق مصر والإعلان عن انها لا تمثل الموقف القطرى الرسمى. ولفت إلى أن " من يقول إن مصر لم تتحرك فهذا يعكس عدم إلمام بتطورات الأمور، فقد قمنا مرة أخرى فى الرابع من يناير باستدعاء السفير القطرى واليوم تم استدعاء القائم بالأعمال القطرى لأن السفير غير موجود بالقاهرة، وهذه إجراءات قوية واضحة، وتم نقل رسائل حاسمة فى هذا الشان. " وواصل "على الجانب القطرى أن يستجيب للطلبات المصرية المقدمة وأن يقرن الأقوال بالأفعال، فرغم أن تصريحات وزير خارجية قطر فى مجملها إيجابية ولكن هذا لا يكفى على الإطلاق فعليهم الاستجابة لطلبات الإنابة القضائية لاستلام بعض المطلوبين والتحرك لدى المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية والأشخاص المقيمين على الأرض القطرية لمنع تجاوزهم وتدخلهم السافر والمرفوض فى الشان الداخلى المصرى". ولفت عبد العاطى إلى أنه إذا ما قامت قطر بنفى صلتها بالتصريحات المنسوبة من القرضاوى تجاه الإمارات فعليها اتخاذ المسلك مع البيان الصادر باسمه بالأمس ضد مصر. وكشف المتحدث باسم الوزارة إلى، أن سفير مصر فى قطر محمد مرسى موجود منذ الجمعة الماضى بالقاهرة، كما أن السفير القطرى موجود حاليًا فى الدوحة، بعدما أبلغ أنه فى إجازة اعتيادية. واستكمل "المشكلة ليست بين مصر وقطر، وإنما هى بين قطر والعالم العربى، فعلى الدوحة أن تحدد موقعها من العالم العربى، وأن تحدد ماذا تريد من العالم العربى".