سيطر نحو 2500 مسلح من الحوثيين, أمس, على منطقة الخمري بمحافظة عمران شمال اليمن, المعقل الرئيسي لزعيم قبيلة حاشد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر. وقال زعيم قبلي في المنطقة ل"السياسة" إن منزل الشيخ الأحمر شوهد وهو يحترق من شدة قصفه بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة قبل أن يفجره مسلحو الحوثيين بالديناميت. ولفت إلى أن الحوثيين سيطروا أيضاً على مدينة حوث ومناطق خيوان وعجمر والمثلت والعصيمات السفلى ومحطة الغاز وبيت الجاني بعد معارك عنيفة مع رجال قبائل حاشد خلال الأيام الخمسة الماضية خلفت نحو 300 قتيل من الجانبين وجرح المئات بينهم العشرات من صغار السن. ووصف المواجهات بأنها شهدت مجازر حقيقية. من جانبه, قال مصدر مقرب من قبائل حاشد ل"السياسة" إن "القبيلة استنجدت بأبناء قبائل بكيل وبقية أبناء حاشد من مختلف المحافظات لقتال الحوثيين واستعادة المناطق التي سيطروا عليها". وأكد أن هناك خيانة مكنت الحوثيين من السيطرة على الخمري وحوث من جهة منطقة حواري. في غضون ذلك, قال أحد زعماء قبائل محافظة صعدة عمر مجلي ل¯"السياسة" إن "ما يحدث في حاشد وأرحب من مواجهات هو امتداد للمشروع الحوثي التوسعي الذي يهدف إلى إثارة الفوضى وخصوصاً في مرحلة ما بعد الحوار لإفشال مخرجاته والاستفادة من الخلافات السياسية". وأوضح أنه "كان خطا ستراتيجياً عندما أعطي الحوثيون تمثيلا سياسيا في مؤتمر الحوار قبل أن يتخلوا عن العنف والسلاح الثقيل الذي بحوزتهم". ورأى أن "المشكلة التي سيواجهها اليمن بشكل عام هي الجماعات المسلحة ومنها جماعة الحوثيين, حيث سيشكلون حجر عثرة في وجه تنفيذ مخرجات الحوار وعرقلة تعزيز الأمن والاستقرار". واعتبر مجلي أن "ما حدث في حاشد وقبل ذلك ما حدث في دماج بمحافظة صعدة يعطي مؤشرا خطيراً على أن المنظومة السياسية في البلاد قد تسقط في أي وقت في يد الجماعات المسلحة ويدخل اليمن في فوضى كبيرة". وفي منطقة سناح بمحافظة الضالع في الجنوب, أصيب ثلاثة جنود في اشتباكات بين الجيش ومسلحين تابعين ل"الحراك الانفصالي", فيما اختطف مسلحون من قبيلة المراقشة ضابطا في الجيش في الطريق العام بمحافظة أبين في الجنوب, للمطالبة بالإفراج عن معتقل من أبناء القبيلة, صدر بحقه حكم بالإعدام قبل يومين, على خلفية اشتباكات حدثت قبل سنوات. كما اختطف مسلحون قبليون ينتمون إلى محافظة مأربألمانيا في صنعاء للضغط على السلطات للإفراج عن اثنين من أقربائهم المحتجزين في سجن بمدينة مأرب منذ أربعة أشهر على ذمة قضايا جنائية. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن وزير الخارجية أبوبكر القربي أكد خلال استقباله أمس, القائم بالأعمال بالسفارة الألمانية بصنعاء مارك ايشهورن, أن وزارة الداخلية وقوات الأمن تسعى لإطلاق سراح الألماني المختطف ومتابعة الخاطفين وتقديمهم للمحاكمة. من ناحية ثانية, أحبطت حراسة المجمع الحكومي بمحافظة الضالع في الجنوب, محاولة لتفجير المجمع والهجوم عليه من قبل عناصر "الحراك الجنوبي". وفي حادثة أخرى, أصيب رئيس عمليات القوات الخاصة في محافظة عدن العقيد علي حليف إثر انفجار عبوة ناسفة قرب سيارته في الطريق الساحلي بين عدنوأبين. من ناحية ثانية, أحالت النيابة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة بصنعاء أمس, إلى المحكمة ستة متهمين من تنظيم "القاعدة" بينهم جنديان بتهمة تشكيل عصابة مسلحة خلال الفترة من بداية العام 2011 إلى بداية العام 2013 للقيام بإعمال إجرامية تستهدف الأجانب والديبلوماسيين العرب والمواطنين بالرصد والإعداد والتخطيط والتنفيذ لاختطافهم لمصلحة التنظيم ونهب الممتلكات العامة والخاصة ومقاومة رجال السلطة العامة بأعمال القتل والتخريب. وقال مصدر قضائي ل"السياسة" إن من بين قام به المتهمون اختطاف وقتل الديبلوماسي السعودي خالد شبيكان العنزي ومرافقه ونهب 104 ملايين ريال من أموال بنك التسليف الزراعي وقتل مدير العمليات في البنك المركزي وقتل ضابط برتبة نقيب وجندي ونهب تسع سيارات حكومية وخاصة واختطاف السويسرية سلفيان ابراهردن من صنعاء بالإضافة إلى مواطن يمني.