سلق رؤية اقتصادية لتحديد الأقاليم بعد أسبوع فقط من تشكيل لجنة الأقاليم يعني أنه لا توجد رؤية أصلاً حتى لو أعدها كينز، وماركس، وآدم سميث، غير أن الأسوأ من ذلك هو ما فاجأتنا به الوكالة الرسمية للأنباء والفضائية اليمنية أن هذه الرؤية عكف خبراء محليون ومختصون في القطاع الخاص على إعدادها منذ يونيو 2012م أي قبل 9 أشهر من بداية الحوار الوطني الذي يفترض أن تكون الأقلمة ولجنتها بعض مخرجاته في حل القضية الجنوبية وليس العكس. ما يقوله الإعلام الرسمي يعني أن قرار تقسيم اليمن إلى أقاليم قد تم اتخاذه حتى قبل تشكيل اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني في يوليو 2012م، ولم يكن الحوار والهيكلة ولجان التوفيق والأراضي وال16، والمبعدين والطالعين والنازلين غير مسرحية هزلية أدّى فيها اليمنيون بمن فيهم جوقة الموفنبيك دور حمار الرحى وداروا مربوطين، وكل يوم يضع لهم بنعمر جرساً جديداً ويمنحهم المانحون بردعة جديدة، ولا يزال النهيق مستمراً حتى نعرف من الذي اتخذ قرار التقسيم ومتى؟ ومن الذي كلف لجنة الخبراء بالاعتكاف لوضع الرؤية النظرية لمحدداته الاقتصادية قبل عام من بدء الحوار، ووضع القضية الجنوبية على طاولة النقاش، إذ ليس ثمة نبي حينها أوحي إليه أن المؤتمرين في الموفنبيك سيخرجون بالأقاليم حلاً للقضية الجنوبية.. لا بد من تلافي ما يمكن، فهناك دائماً ما يمكن تلافيه.