وجهت لي الدعوة من قبل منظمة رعاية الأطفال في اليمن لحضور الجلسة الختامية لبرلمان الأطفال في اليمن مع عدد من الصحفيين والإعلاميين وقد كنت سعيد الحظ ان احضر هذه الجلسة التي كانت عاصفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى من حيث المواضيع التي طرحت فيها والقضايا التي تمت مناقشتها وطريقة الاستجوابات التي سجلها البرلمانيون الصغار الذي أتوقع ان تكون اليمن تحت قيادتهم افضل ومستقبلها أكثر اماناً وإشراقا. لقد وجه برلمان الصغار رسالة قوية لحكومة الوفاق التي تغيب أعضاءها عن حضور الجلسات رغم الدعوات التي وجهت لهم لكن أي منهم لم يتجرأ على الحضور ولو من باب المجاملة كما يفعلون في فعاليات ليست لها قيمة او فائدة وجلها من الدورات التدريبية التي سئمناها بل ان بعضهم ارسل اصغر مسئول في الوزارة للحضور وبعضهم ارسل أشخاصاً لا علاقة لهم بالمواضيع التي تمت مناقشتها ولقد كانت إحدى عضوات برلمان الأطفال اكثر جرأة حين قالت في معرض تعليقها على عدم حضور وزير الدفاع إننا لن نقبل أي عذر يمنعه من الحضور إلا في حالة واحدة اذا قالوا لنا انه مات فقط.
إن الأدهى والأمر من ذلك كله أن كل الذين حضروا نيابة عن الوزراء اتفقوا ان مسئولية التنفيذ ليست من اختصاصات وزاراتهم وان مسئولية تلك الوزارات فنية وتتلخص في إعداد الخطط والبرامج دون تنفيذها وهذا ما جعل أعضاء برلمان الأطفال في حيرة من امرهم وتساءلوا إذا كان التنفيذ ليس من اختصاصات الحكومة ووزاراتها فعلى من تقع مسئولية تنفيذ الخطط والبرامج والقرارات ؟ وأنا اعتقد ان مسئولية التنفيذ تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي ولجنة العقوبات التي خولها قراره الأخير رقم 2140 بحكم اليمن والتدخل في كل شيئ وفرض العقوبات على كل من يعرقل سير القرار وأنا بهذه المناسبة اقترح على برلمان الأطفال أن يتوجهوا إلى هذه اللجنة لفرض عقوبات على الوزراء والمسئولين الذين لم يحضروا جلسات البرلمان وكذا ان يتوجهوا إلى اللجنة بتوصياتهم ومقرراتهم لتنفيذها طالما وكل من حضر معهم من الجانب الحكومي وهم من صغار المسئولين اجمعوا على شيئ واحد فقط وهو عدم اختصاص وزاراتهم بالتنفيذ .
وما لفت نظري في هذه الجلسة الختامية بل وأحزنني كثيراً هو الدموع الغزيرة التي انهمرت من عيني رئيس برلمان الأطفال سارة عبد الله التي ادارت الجلسة وهي تبكي وتذرف الدموع حسرة على الوطن الغالي الذي يدار بعقلية اولئك الكبار الذين انهكوا البلد وادخلوها في دوامة الفقر والتخلف والمرض والعنف والحروب حتى انهم لم يجدوا وقتاً كافياً لسماع اطفالهم في البرلمان وهم يناشدوهم بأن يعملوا من اجل مصلحة البلاد والعباد ويتركوا المماحكات السياسية والمصالح الشخصية ويتفرغوا لبناء الوطن .
ولقد ذكرتني الطفلة الشجاعة سارة عبد الله بدموع رئيس حكومة الوفاق باسندوة التي يذرفها هنا وهناك وفي كل وقت بمناسبة وبدون مناسبة لكنه لم يجرؤ على مواجهة اطفال جاؤا وكلهم امل ان يوصلوا رسالة إلى ابائهم في الحكومة مفادها نحن اطفال اليمن نحتاج منكم إلى أن تنظروا إلى مستقبلنا الذي هو مستقبل اليمن والذي سيكون اكثر اشراقاً إذا كان الاهتمام بالأطفال وتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم في حياة كريمة لهم ولأبناء الشعب اليمني فهل ادركنا الفرق بين دموع سارة ودموع التماسيح التي يذرفها باسندوة .