إنتقدت الأوساط الأميركيَّة فرض الرقابة على مشاهد المسلسل الكرتوني "ساوث بارك" التي تظهر النبي محمد بمظهر دب، وطالبت بعرض المشاهد كاملة كما تفعل بالحلقات التي تسخر فيها من اليهود أو المسيحييّن، ورأت أن هذه الإجراءات تحدّ من الحريّات، وإعتبرت أنَّ من حقّ المسلمين أن يحتجوا ولكن لا يحقّ لهم التهديد! وانتقدت صحيفة "بوسطن غلوب" الأميركيَّة فرض قناة "كوميدي سنترال" الأميركيَّة الرقابة على مشاهد من المسلسل الكارتوني "ساوث بارك" في حلقة يعرضت يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد أن لصقت القناة عبارة "قطعته الرقابة" على كلمتي "النبي محمد"، كما استبدلت صورة أثارت الجدل تظهر النبي محمد في زي دب بأخرى ل بابا نويل وهو يرتدي الزي نفسه. وطالبت الصحيفة الأميركيَّة بإعادة عرض المشاهد التي تمّ استبدالها أسوة بالمشاهد الأخرى التي تعرضها وتسخر فيها من اليهود والمسيحيين، والتي لا يطالها مقصّ الرقيب بالرغم من انَّها تثير الاحتجاجات. في ايلول (سبتمبر) 2005 أدى نشر 12 رسمًًا كاريكاتوريًّا تتناول النبي محمد في اكبر صحيفة دنماركيَّة الى موجة من الاحتجاج والغضب ضد الدنمارك في العالم الاسلامي. وقد تلقى واضع هذه الرسوم تهديدات عدة بالقتل. وكان برنامج "ساوث بارك" الكارتوني التلفزيوني تلقّى تحذيرًا شديد اللهجة من جماعة أميركيَّة مسلمة، وفرض على ضوء ذلك رقابة على كلمتي "النبي محمد"، ولصق عليها شريطًا عليه كلمة "قطعته الرقابة". وتحت عنوان "لا تفرضوا الرقابة على ساوث بارك"، قالت صحيفة "بوسطن غلوب" الأميركيّة: "نفهم أن القناة متخوفة على مخرجي المسلسل من التهديدات، ولكن الردّ على هذا التهديد لا يجب أن يكون عبر الخوف منها، وإنما عبر استمرار العرض". أضافت "البرنامج سبق له وتعرض لانتقادات واسعة بسبب إساءته لرموز المسيحيَّة واليهوديَّة، فضلًا عن الشخصيَّات السياسيَّة، ولكن القناة استمرت بإعطاء الحريَّة لمخرجيه بالعمل، ولكن عندما الأمر يتعلق بالمسلمين فإن القناة تتراجع". وقالت الصحيفة الأميركيَّة إنَّ ردّ فعل القناة على التهديد يظهر الدين الإسلامي "كدين خطير، وأن مسألة التفكير بحرية التعبير توضع جانبًا عندما تأتي التهديدات"، معتبرة أن المسلمين "لهم الحق بالتعبير عن تعرضهم للإساءة، وليس أكثر من ذلك". من جهتها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانيَّة إن الرقابة التي فرضتها القناة لم تتوقف على البث التلفزيوني لهذه المشاهد وإنما تعدى ذلك إلى شبكة الإنترنت، حيث منعت وضع هذه المشاهد على موقع البرنامج بحجة "إنه لا يوجد ما يخولها وضع النسخة الأصليَّة على شبكة الانترنت". ونقلت الصحيفة عن "ستون"، أحد مخرجي البرنامج، أنه كان مسموحًا لهم التطرق للإسلام ولمحمد قبل حادثة الرسوم المسيئة في الدنمارك، وهذا ما حصل عام 2001، ولكن صار من الصعب علينا الآن التعاطي مع هذا الأمر".وأفادت التلفزيون الاميركيَّة "كوميدي سنترال" بأنَّها حذفت كل الاشارات الى النبي محمد في احدى حلقات مسلسلها للرسوم المتحركة "ساوث بارك" المعروف بجرأته بعدما تلقى القيمون على البرنامح تهديدات. واكد ناطق باسم القناة التابعة لمجموعة فياكوم التي تملك ايضا استديوهات باراماونت أنَّ المحطة حذفت من خلال استخدام اشارة صوتيَّة حادَّة كل الاشارات الى النبي محمد. واوضح الناطق "اؤكد ان (كوميدي سنترال) لجأت الى استخدام اشارات صوتيَّة حادة في الحلقة الاخيرة من البرنامج. وقد موّهت بالاسود المشاهد التي تصور النبي محمد. ولم تؤكد المحطة رسميًّا ان هذه الاجراءات مرتبطة بتصريحات ادلت بها مطلع الاسبوع مجموعة "ريفولوشن مسلم" ومقرها في نيويورك. وقالت المجموعة المتطرفة ان القيمين على "ساوث بارك" مات ستون وتراي باركر قد يكون مصيرهما كمصير تيو فان غوخ المخرج الذي اغتاله مسلمون متطرفون في امستردام العام 2004. وقالت المجموعة "نحذر مات وتراي من ان ما قاما به هو غباوة وعلى الارجح فان مصيرهما من خلال بث هذا البرنامج سيكون كمصير تيو فان غوخ" نافية في الوقت ذاته ان تكون تحث على العنف. وقال ناطق باسم المجموعة عبر محطة "سي ان ان" التلفزيونية ان "ريفلوشن مسلم" تريد فقط ان يتمكن الاشخاص الذين جرحت مشاعرهم من التعبير عن معارضتهم من خلال توجيه رسائل الى القيّمين على البرنامج". وقال الصحافي اندرو سوليفان على مدونة "اتلانتيك اون لاين" ان ساوث بارك "ومنذ فترة طويلة استعان بالمسيح والشيطان وهزأ بالمورمون وحطم الكنيسة العلمويَّة وسخر من الكاثوليكيَّة واظهر بوذا وهو يتعاطى الكوكايين". وتابع يقول "الا ان احدا من اتباع هذه الديانات لم يهدد "مات وتراي" بالموت، لكن متطرفين سنَّة فعلوا ذلك. وما كان رد فعل "كوميدي سنترال"؟ الاذعان الكامل".