اعتذر حزب الإصلاح (فرع جماعة الإخوان في اليمن) لزملائه في تكتل أحزاب المشترك عن حضور اجتماع هام، كان مقرراً انعقاده أمس، طالباً تأجيل اجتماعات المجلس الأعلى للمشترك إلى أجل غير مسمى.. فيما عقدوا- الإخوان- اجتماعاً موسعاً لأنصارهم في همدان محافظة صنعاء، وترتيبات مكثفة لحرب مرتقبة في الجوف. وقال مصدر لصحيفة (اليمن اليوم) في المجلس الأعلى للمشترك إن (الإخوان) اعتذروا عن حضور الاجتماع، أمس، دون إبداء الأسباب، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يقدِّم فيها الإصلاح اعتذاراً رسمياً، وقد جرت العادة أنه في حال انشغال أعضاء أمانته العامة يحضر رئيس الدائرة السياسية سعيد شمسان. ولفت إلى أن هذا الموقف من الإخوان أثار استغراباً لدى أعضاء المجلس الأعلى للمشترك، الذين ربطوا ذلك بأحداث مديرية همدان محافظة صنعاء، والتي انتهت بعد 5 أيام من المواجهات لصالح جماعة الحوثي. وأضاف: ما فهمته من زملاء مقربين من قيادات الإصلاح أنهم شكَّلوا، منذ الأربعاء الفائت، غرفة عمليات، وأنهم في حالة طوارئ للوقوف أمام المستجدات على الساحة، وأهمها خسارة مسلحيهم أمام الحوثيين في الجوف، ودخول الحوثيين والقبائل إلى مدينة عمران- عاصمة المحافظة، والضغوط المكثفة لسرعة تعيين محافظ جديد لعمران وإقالة قائد اللواء 310 حميد القشيبي، أحد أهم حلفائهم العسكريين.
اجتماع تنظيمي في همدان إلى ذلك عقدت صباح أمس جماعة الإخوان اجتماعاً موسعاً في همدان محافظة صنعاء، هو الأول منذ سقوط أهم معاقلها هناك. انعقد الاجتماع في المعمر، إحدى المناطق البعيدة عن مناطق المواجهات التي سقطت بيد مسلحي الحوثيين. وعن أسباب مقاطعة المشايخ والوجاهات القبلية الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام والمستقلين، وكذا بقية أحزاب المشترك، قال مصدر قبلي رفيع ل"اليمن اليوم" بلغنا منذ مساء أمس الأول أثناء التحضير له أنه لقاء تنظيمي يخصُّ أعضاء الإصلاح وأنصارهم في المنطقة، ومع ذلك سعوا إلى حضور قبلي، وعندما لم يستجب سوى أنصارهم أقروا في نهاية اللقاء بضرورة عقد لقاء موسع مع أبناء همدان من مختلف الأحزاب باستثناء الموالين لجماعة الحوثي، وذلك لتدارس الموقف وإمكانية عودة الأوضاع في همدان إلى ما قبل المواجهات الأخيرة، ما يعني محاولة استعادة الإخوان لمعاقلهم في مناطق ذرحان وحاز وبيت غفر واللكمة التي جرت فيها المواجهات وانتهت بخسارة الإخوان.
وقال موقع (الصحوة نت) الناطق بلسان جماعة الإخوان (إن أبناء قبيلة همدان عقدوا صباح اليوم-أمس- اجتماعاً قبلياً كبيراً للوقوف على عدوان مليشيات الحوثي على قبيلتهم خلال الأيام الماضية، وفي الاجتماع جدد الحاضرون تضامنهم ومساندتهم لأبناء القرى التي تم غزوها واحتلالها).
وأضاف موقع الإخوان: (لقد تيقَّن للجميع، بالصوت والصورة، أن الحوثيين خطر ماحق على الوطن والمواطن، ولا يحملون أي خير للشعب اليمني، وإنما يقدمون له الموت والدمار الإرهاب).
وطالب البيان الصادر عن لقاء الإخوان، الدولة "بسرعة بسط نفوذها على كل شبر من أرض الوطن، وسحب سلاح مليشيات الإرهابي الحوثي، ومحاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء المواطنين، لتفادي سقوط العاصمة صنعاء"، مطالباً رئيس الجمهورية بإصدار قرارات حاسمة "لإيقاف مخطط يسعى للانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، ويستهدف إسقاط النظام الجمهوري والوحدة".
وفي إشارة إلى مشاركة قوات من الجيش والأمن إلى جانبهم، شكر بيان الإخوان المنشور في (الصحوة نت) أبناء القوات المسلحة والأمن على تضحياتهم ودورهم البطولي في التصدي للحوثيين، أو ما أسماهم البيان ب(الغزاة والمخربين).
وفي محافظة الجوف، أفاد "اليمن اليوم" مصدر مسئول في السلطة المحلية عن استعدادات قال إنها مكثفة ولافتة من قبل جماعة الإخوان لتفجير الوضع في المحافظة.
وأوضح أن قيادات الإخوان، بما فيها محافظ المحافظة محمد سالم بن عبود، ومدير أمن المحافظة العميد محمد العديني، بذلوا جهوداً خلال الأيام القليلة الماضية تستهدف الزج بقبيلة همدان (الجوف) وقبيلة بني نوف في مواجهات جديدة مع الحوثيين، وبالتزامن مع مواجهات أخرى طرفاها أفراد الأمن والجيش (المجندون من قبل الإخوان أثناء الأزمة) من جهة، والحوثيون من جهة أخرى.
وأشار المصدر إلى أن القتلى والجرحى في المواجهات من بني نوف في مواجهات الشهر الماضي هم أعضاء في المجالس المحلية عن الإصلاح.
وفي السياق، نقل أمس موقع (الصحوة نت)، الناطق بلسان جماعة الإخوان، تصريحاً لمدير أمن الجوف، والمعيَّن من قبل الإخوان قال فيه "إن انتشار النقاط على الطرقات التابعة للمليشيات المسلحة أكبر عائق أمام استعادة نفوذ الدولة وفرض الأمن في المحافظة".
وعلَّق مصدر مسئول في السلطة المحلية بالمحافظة على تصريحات مدير الأمن، رابطاً إياها بالترتيبات للمواجهات المرتقبة.. وقال ل"اليمن اليوم": في الجوف لا توجد سلطة للدولة منذ أحداث 2011م عندما اقتحم مسلحو الإصلاح (الإخوان) معسكر اللواء 315 ومبنى الأمن المركزي ومقار حكومية أخرى، وسيطرة الحوثيين من جهتهم على مناطق أخرى، وكذا مسلحو القبائل الموالون للمؤتمر الشعبي العام أيضاً فرضوا أنفسهم وسيطروا على مناطق.
ولفت إلى أن الوضع- ومنذ تشكيل حكومة الوفاق وتعيين محافظ جديد للجوف- لم يتغير، حيث لا تزال مليشيات الإصلاح (الإخوان) منتشرة وبأطقم الجيش والأمن، ومعهم المجندون من قِبلهم في المؤسستين الأمنية والعسكرية.
وقال: واضح أن المخطط الآن الذي يهدف إليه مدير الأمن هو نشر مجندي الإصلاح (الإخوان) في جميع النقاط باسم قوات الأمن والجيش، وهو ما سيقابل بالرفض من قبل الحوثيين على الأقل، ما سيدفع إلى تجدد المواجهات.
من جهتها قالت وسائل إعلامية مقربة من جماعة الحوثي، إن القيادي في جماعة الإخوان حميد الأحمر يقوم بتشكيل كتائب للاغتيالات أطلق عليها اسم كتائب الفيصل، مشيرة إلى أنه يقوم بتدريبها في مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع (المنحلة) وفي منزله أيضاً.