تحتل القمة العربية التي تستضيفها دولة الكويت أهمية كبيرة خصوصا في ظل التحديات الكبرى التي تواجهه الأمة العربية وكذا المتغيرات والتحولات التي افرزتها الاحداث التي مرت بها المنطقة العربية خلال الثلاث السنوات الأخيرة وألقت بظلالها على العلاقات العربية العربية الملبدة , فضلا عن تدخلات القوى الدولية في المنطقة والتي شكلت حزمة من العوامل التي غيرت الكثير من المعادلات التي كان معمولا بها في المنطقة . وتأتي أهمية انعقاد القمة العربية لموجهة كل تلك التحديات ومحاولة إيجاد السبل لإعادة الروح للعمل العربي المشترك , وتوحيد المواقف إزاء القضايا العربية وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والأزمة السورية , وإصلاح ما أفسدته رياح التغيير التي هبت على المنطقة وأخذت طابع العنف في أكثر من بلد وخصوصا في ليبيا وسوريا . ولعل هذه القمة التي يعول عليها الكثير في وضع لبنات جديدة للعمل المشترك , الخروج بمواقف وقرارات تلبي تطلعات الشارع العربي وتخدم قضاياه العادلة وفي طليعة ذلك حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والزام الكيان الصهيوني بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان ومطالبة مجلس الأمن بتنفيذ قراراته وايجاد حل عاجل للصراع في سوريا ومحاربة كافة أنواع التحريض الطائفي والمذهبي الذي بات يهدد هوية ونسيج مجتمعنا العربي, ووضع آليات تعاون فعالة في مواجهة الإرهاب الذي يضرب في أكثر من دولة عربية , وهو ما يحتم من تفعيل ادوات التعاون للحد منه وتجفيف منابعة . كما يعول على القمة ان تلقي الحجارة في المياه الراكدة , لتفعيل دور الجامعة العربية وتعزيز التعاون الاقتصادى العربي متطلبات الاسهام الايجابي في إعادة الدفء للعلاقات العربية العربية وتجاوز الخلافات التي لن يستفيد أحد منها سوى أعداء الأمة والمتربصين بها . ان الكويت التي باتت تقوم بدور ريادي على مستوى المنطقة العربية مؤهلة لإنجاح القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين , لما تمتلكه الكويت و قيادتها ممثلة بسمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح من علاقات طيبة مع كافة البلدان العربي تتجاوز الحساسيات التي خلفتها المتغيرات في المنطقة , وبشكل يؤهل الكويت للقيام بدور محوري في قيادة العمل العربي وحل الكثير من القضايا التي تلبد أجواء العلاقات العربية العربية .