كل يوم يزداد الإرهاب ضراوة، وتتسع دائرته، ويتعاظم خطره أكثر فأكثر.. وكل يوم يزداد الإرهابيون دموية ووحشية، وكل يوم يرتفع عدد الضحايا من أبناء هذا الوطن الذين يسقطون على يد بعض إخوانهم ممن احترفوا القتل وأدمنوا الإرهاب بعد أن أغوتهم شياطينهم من الجن والإنس وزيّنوا لهم سوء أعمالهم، فسقطوا بجهلهم في الضلال البعيد وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا؛ حتى أصبحت مراسم تشييع شهداء الإرهاب من عسكريين ومدنيين المشهد المألوف في حياة اليمنيين والصورة التي لا تغيب عن أعينهم. - فمتى تُغلُّ أيدي هؤلاء السفّاحين الذين تجرّدوا من كل القيم الدينية والإنسانية..؟!. - ومتى نتمكّن من إيقاف هذا الاستنزاف المتواصل لمنتسبي القوات المسلّحة والأمن..؟!. - والسؤال الأهم: متى يدرك اليمنيون أن الإرهاب خطر يتهدّد اليمن وجميع أبنائه دون استثناء..؟!. فالرصاصات الغادرة التي يطلقها هؤلاء القتلة المأجورون، والعبوّات الناسفة التي يفجّرونها تستهدف حياة الإنسان اليمني وأمنه واستقراره دون تمييز أو انتقائية، ولا فرق من أي حزب كان ضحاياهم، ولا إلى أية محافظة يمنية ينتمون. ولا يعنيهم أبداً إن كانوا من هذا المذهب أو ذاك. نعم أيها السادة.. جميعنا أهداف مباحة لهؤلاء القتلة، وعلينا جميعاً أن نعي جيداً هذه الحقيقة التي لا مفرّ منها إن أردنا أن نواجه هذا العدو ونجتثّه من فوق تراب وطننا، لنحيا بعده بأمن وسلام، ولن يكون لنا ذلك إن لم نتسلّح بالإرادة والعزيمة ونكون على أعلى مستوى من المسؤولية الدينية والوطنية إذا أردنا الانتصار في معركتنا ضد الإرهاب ودعاته. وقبل هذا وذاك لابد من قرار سياسي حازم تتخذه حكومة الوفاق الوطني؛ ليس لمواجهة الإرهابيين والتصدّي لهم؛ وإنما أيضاً لمواجهة كل من يتعاون معهم أو يوفّر لهم الحماية أو يتستّر عليهم وحتى من يتعاطف معهم ويحاول تبرير جرائمهم وشرعنة مجازرهم البشعة، فالإرهاب هو العدو المشترك الذي يجب على اليمنيين أن يصطفّوا في خندق واحد للقضاء عليه قبل أن يستفحل. ومن الغباء أن يراهن طرف معيّن على الإرهاب وعلى مزيد من جثث اليمنيين ودمائهم لتحقيق مكاسب سياسية، أو يرى أن تدمير المؤسسة العسكرية والأمنية يخدم مشاريعه وتوجهاته؛ لأنه سيكون أول ضحايا الإرهاب، ولو كان جزءاً منه وراعياً له. نحن اليوم أمام مفترق طرق، وعلينا أن نختار؛ إما الانتصار لأنفسنا ووطننا، وإما الرضوخ والاستسلام لهؤلاء القتلة المأجورين الذين يتربّصون بنا، لا مجال لأنصاف المواقف ولغة الدبلوماسية في التعامل مع الجماعات الإرهابية, كما لم تعد بيانات الإدانة والاستنكار تكفي لكبح جماحهم ووقف جرائمهم البشعة. رحم الله شهداء الوطن، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وتبّت يد الإرهاب.