عُثر على مذكرات جديدة للكاتب الأميركي مارك توين تلقي ضوء كاشفا على حياته الخاصة، متضمنة من بين وقائع أخرى نعيه المؤثر لابنته البكر. حزن مارك توين حزنا شديدا عندما نُكب بموت اوليفيا سوزي كليمنس ابنته البكر المفضلة التي توفيت بعد اصابتها بمرض الحمى الشوكية (التهاب السحايا) في عام 1896 عن 24 عاما. وكتب توين في مذكراته التي لم تُنشر من قبل "انها كانت مستودعا من العواطف، عواطف من كل صنف وبكل درجات القوة. كانت عاطفية في كل شيء، ولم تكن هذه الخصلة مجرد وهج متقد يبعث على الدفئ بل كانت نارا حارقة". يرد هذا النعي في وثيقة من 64 صفحة مكتوبة بخط يد مارك توين عنوانها "تخطيط عائلي"، وقال خبراء اطلعوا على المخطوطة انها "تسجيل حميم" للحياة الأسرية في بيت توين. وذكرت صحيفة الديلي تلغراف ان المذكرات ستكون من بين 200 مخطوطة ورسالة وصورة من المقرر ان تباع في دار سوثبي للمزاد في نيويورك في 17 حزيران/يونيو المقبل. كما تتضمن المجموعة رسالة من القلب سطر فيها توين تسع صفحات الى جيرفس لانغدون، والد حبيبته قبل ان يتزوجها، يقدم فيها لائحة بالأشخاص الذين يمكن لأب الحبيبة ان يسألهم عن أخلاقه، ويصر على انه سيكون زوجا رائعا. كان توين مدلها بحب اوليفيا ابنة لانغدون وكتب يقول "إني لا استعجل حبي بل حبي هو الذي يستعجلني". وكان توين يعمل وقتذاك صحفيا في احدى الجرائد. واضاف يقول في الرسالة "اما مَنْ سأكون بعد الآن فهذا ما يتعين اثباته وتأكيده. إني سائر على الطريق الصحيح وسيكون النجاح حليفي، على ما آمل. ان رجالا تائهين مثلي وجدوا مخلِّصهم فلم لا اجده أنا؟" كُتبت هذه الرسالة التي وقعها باسمه الحقيقي سام ايل. كليمنس في عام 1868. وبعد ثماني سنوات نشر توين "مغامرات توم سوير" ثم "مغامرات هاكلبري فن". يُقدر ان تباع هذه الرسالة ب 30 الى 50 ألف دولار ومذكراته في "تخطيط عائلي" مقابل 120 الى 180 ألف دولار. وتقدر دار سوثبي ان المجموعة كلها يمكن ان تحقق 1.2 مليون دولار. تعرض مخطوطات مارين توين للبيع عائلة جيمس اس. كوبلي الذي كان قبل وفاته مدير مؤسسة اعلامية أنشأ مكتبة من المخطوطات التاريخية. ومن بين الجهات التي ستحاول شراء المخطوطات في المزاد جامعة كاليفورنيا التي لديها أكبر ارشيف من المواد ذات العلاقة بمارك توين. قال محرر المجموعة ديفيد هيرست ان نعي توين ابنته سوزي هو المخطوطة الأثمن واصفا المذكرات التي تحمل عنوان "تخطيط عائلي" ونعي سوزي بأنها "الدرة بين كل المخطوطات التي ستعرضها دار سوثبي. وان أي ارشيف أو مقتن مهتم بأُرث مارك توين سيكون مستعدا لأن يجوع سنتين أو ثلاث سنوات كي يتمكن من شرائها". في احدى المخطوطات يصف توين زيارة قام بها الى ناشره يرافقه خادمه جورج غريفين. وكتب توين يقول ان رؤية "رجل ابيض ورجل اسود معا كانت مشهدا جديدا على موظفي دار النشر الذين تجمعوا. وان نظراتهم أحرجت جورج لكنها لم تحرجني لأن الصحبة كانت صحيحة. فهو من بعض النواحي كان ندِّي، ومن نواحي اخرى كان متفوقا علي..." مرت في 21 نيسان/ابريل الذكرى المئوية لوفاة مارك توين.
