حكا لي الزميل عبد الملك المروني حكاية، موجزها أن رجلا من آنس أمضى زمنا "يشارع" لكي يثبت نسبه إلى البيت الهاشمي، وحصل على اللقب قبيل ثورة 26 سبتمبر 1962، وبعد الثورة شرع في "مشارعة" جديدة، ولكن هذه المرة من أجل أن يثبت أنه ليس هاشميا، بعد أن هالته مظالم ثورية حاقت بهاشميين. الشاهد من إعادة ذكر الحكاية، الجهد الذي بذله الإخوان في حزب الإصلاح قبل ثورة 30 يونيو المصرية التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، وبعدها.. فمن قبل بذلوا جهدهم لكي يؤكدوا أنهم إخوان مسلمون صميمون.. كتب مؤرخوهم وكتابهم، وتحدث شيوخهم، إن الإصلاح حامل الدعوة التي أحياها حسن البناء مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، وقالوا إن جذورهم الإخوانية تعود إلى أيام البنا، الذي "أخون" طلابا يمنيين في الثلاثينيات.. وقالوا إن النشأة الرسمية لهم في اليمن كانت على أيدي الزبيري والمخلافي والزنداني والقباطي، وغيرهم كثير، ومعروف كم هو الجهد الذي بذله الإصلاحيون من أجل الدعاية لجماعة الإخوان في كل الأقطار، وكم روجوا لجماعة الإخوان الأم في مصر، وجملوا حكمها القبيح، ودافعوا عن جرائمها الإرهابية، وعادوا مصر والسعودية والإمارات، من أجل الجماعة، ولما أسقط الشعب المصري حكم الجماعة كتب محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح يقول: إن ما يحدث في مصر الشقيقة خطب جلل! وأمر يستحق التدبر والمراجعة، وعدم التجاهل أو التهوين من شأنه، وإنها قضية أن نحيا أحراراً أعزاء أو نموت في سبيل الله شهداء!! واليوم بعد أن كسرت الجماعة الأم في مصر كسرة مهولة، وصنفت منظمة إرهابية في عدد من البلدان، فريق من الإصلاحيين يدافع عن الجماعة ويهاجم خصومها، ليثبت أنهم إخوان، وفريق يقول الإصلاح ليس إخوان، لكن من يصدق ذلك، فكلا الفريقين كلامهم إخوان، وحركاتهم إخوان.. وهناك روابط تنظيمية بين جماعة الإخوان الأم أو العالمية، وبين الجماعات الفرعية، فالمرشد العام هو رئيس موجهي الجماعات في البلدان الذين يسمون مراقبين، ومكتب الإرشاد العام، هو المشرف على سير الدعوة في جميع البلدان، ويوجد فيه أعضاء يمثلون الإخوان في بعض البلدان، ومجلس الشورى العام للجماعة، فيه تمثيل للجماعات الفرعية، و في الدورة الأخيرة لمكتب الإرشاد كان من بين الأعضاء راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في تونس، وعبد المجيد ذنيبات المراقب العام السابق لإخوان الأردن، وفي دورة سابقة كان لإخوان اليمن ممثلين اثنين في مجلس الشورى العام للجماعة.