استقال محمد حبيب، النائب الاول للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر من جميع مناصبه العالمية بالجماعة. وتشمل تلك المناصب: منصب النائب الاول للمرشد العالم العالمي، وعضو مكتب الارشاد العالمي، وعضو مجلس الشورى العالمي. في حين احتفظ محمد حبيب بمنصب عضو مجلس الشورى الداخلي للجماعة في مصر. وبهذا يكون حبيب قد استبق، بحد قول احد قيادات الجماعة، انتهاء ولايته في كل هذه المناصب بحكم اخفاقه في الاحتفاظ بمنصبه كعضو بمكتب الارشاد في الانتخابات التى جرت مؤخرا بالجماعة. وبذلك يكون الرجلان الاول والثاني بالجماعة قد تركا منصبيهما، الاول بالتقاعد والثاني بالاستقالة، في خطوة عدها البعض ناردة من نوعها. فقد جرت العادة ان يتم اختيار الرجل الثاني لمنصب المرشد العام بالداخل والخارج. يذكر ان المرشد العام الحالي مهدي عاكف تنتهي ولايته منتصف يناير/كانون الثاني، وقد اعلن الرجل رفضه البقاء في منصبه بعد هذا الموعد. واوقع ذلك الجماعة في ازمة لاتزال تؤثر على بنيتها الداخلية بعدما ادت الى جدل بين التيار الاصلاحي والتيار المحافظ بالجماعة ينم عن صدع ظاهر. وفيما تم اختيار اعضاء مكتب الارشاد قبل ايام، لم يعلن بعد اسم المرشد الجديد للجماعة التى تحتل 20 في المئة من مقاعد البرلمان المصري. وقد احدثت التصدعات الاخيرة في الجماعة ردود فعل صاخبة داخلها وخارجها، وبدا ظاهرا للعيان انقساما اعترف به اعضاؤها. ويقول عصام العريان، القيادي بالجماعة وعضو مجلس الارشاد الجديد، ان هناك ازمة تتمثل في "ضبابية في اللوائح". واضاف ان مناقشة اللوائح وتعديلها يتطلب نقاشا مفتوحا بين اعضاء مجلس شورى الجماعة وان ذلك "يستحيل مع التضييق الامني على الجماعة". يذكر ان ازمة عاصفة نشبت بين قطبي الجماعة محمود عزت، النائب الثاني، والمحسوب على تيار المحافظين ومحمد حبيب المحسوب على تيار الاصلاحيين عقب تصريحات اعلامية من الجانبين. وكشفت تلك التصريحات عدم الانسجام والتواصل على المستوي القيادي داخل الجماعة التى اسسها حسن البنا في ثلاثينيات القرن العشرين ولايزال دورها ملحوظا بقوة على الساحات السياسية والاجتماعية والدينية في مصر ومحيطها. ويقول مراقبون ان تيار المحافظين الذي فاز بمعظم مقاعد مكتب الارشاد الجديد لايحبذ ميول التيار الاصلاحي الذي يمثلة حبيب، الذي اعلن رفضه لنتائج الانتخابات الاخيرة التى ابعدته مع الاصلاحي البارز بالجماعة عبدالمنعم ابوالفتوح من مكتب الارشاد.