نشر الجيش اليمني أمس بعض وحداته في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، وذلك عشية تظاهرات محتملة للجماعات الانفصالية لإحياء الذكرى السنوية لاندلاع حرب صيف 1994 عندما قمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح محاولة انفصالية قادها آنذاك نائبه الجنوبي علي سالم البيض وكانت اللجنة الأمنية في مدينة عدن أقرت الأسبوع الماضي منع أنصار «الحراك الجنوبي» الانفصالي من التظاهر اليوم الأحد في ساحة العروض الحكومية في حي «خور مكسر» شرق المدينة، وعزت ذلك إلى دواع أمنية. وذكر سكان محليون في عدن ل«الاتحاد الاماراتية»، إن وحدات من الجيش والأمن مدعومة بعربات ومصفحات انتشرت بكثافة في مناطق متفرقة بالمدينة خصوصا في حي «خور مكسر»، حيث عززت القوات الحكومية تواجدها في ساحة العروض. وأفادوا بمشاهدة عشرات الجنود وعربات عليها رشاشات مضادات للطائرات في محيط مطار عدن ومقار القنصليات الدبلوماسية في حي «خور مكسر». وقالت مصادر إعلامية على صلة بالحراك الجنوبي في عدن ل«الاتحاد»، إن هناك اتفاقاً بين قادة فصائل الحراك على إحياء ذكرى «يوم الأرض»، في إشارة إلى يوم 27 أبريل تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في 1994، في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموتجنوب شرق البلاد. وأشارت إلى أن المئات من أنصار الحراك غادروا أمس على متن حافلات من عدن ومدن جنوبية أخرى إلى مدينة المكلا للمشاركة في الفعالية دون أن تستبعد إقامة تظاهرات ثانوية في عدن والمدن الأخرى. وهذه المرة الثانية منذ سنوات تحظر فيها السلطات اليمنية إقامة تظاهرات انفصالية في مدينة عدن بعد أن منعت أنصار الحراك من التظاهر في 21 فبراير الماضي ما أدى إلى وقوع صدامات خلفت قتيلين وعدد من الجرحى.
وذكرت مصادر صحفية في حضرموت، أمس، أن عدداً من مراسلي محطات تلفزيونية غير محلية وصلوا إلى مدينة المكلا «لتغطية الفعالية المليونية التي ستحتضنها المدينة اليوم الأحد»، لافتة إلى أن اللجنة المنظمة للتظاهرة شكلت لجاناً لاستقبال الوفود الشعبية القادمة من مدن الجنوب الذي يشهد احتجاجات انفصالية مستمرة منذ مارس 2007 على خلفية اتهامات للشماليين باحتكار الثروة والسلطة منذ العام الرابع لإعلان الوحدة الوطنية في مايو 1990. وتعرض مبنى الإذاعة في مدينة المكلا أمس لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين لاذوا بالفرار، حسب مصادر محلية. ومنذ تنحي الرئيس اليمني السابق مطلع 2012، باتت سلطة الدولة ضعيفة في كثير من مناطق البلاد، خاصة في الجنوب، حيث ينشط تنظيم القاعدة الذي نفذ في الشهور الماضية سلسلة هجمات نوعية على الجيش والأمن خلفت عشرات القتلى. سياسياً، أكد حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه صالح ويمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية، حرصه وأحزاب التحالف الوطني الموالية له على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنتهي أواخر يناير الفائت. ودعت اللجنة العامة «المكتب السياسي» للحزب، في اجتماع رأسه صالح أمس القوى السياسية كافة في البلاد إلى الإسهام في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تؤسس لإقامة نظام اتحادي فيدرالي من ستة أقاليم. بدوره، دعا حزب «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري»، وهو أحد مكونات تحالف اللقاء المشترك الذي يقود الحكومة الانتقالية، إلى «شراكة سياسية ووطنية» لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وقال رئيس الحزب، سلطان العتواني، في افتتاح الدورة الاعتيادية للحزب أمس الأول، إن الخروج عن إجماع الحوار الوطني يقود اليمن إلى «المجهول»، محذراً في الوقت ذاته من «مخاطر» تهدد انتفاضة 2011 في ظل اتساع دائرة الاضطرابات وأعمال العنف والقتل التي تستهدف خصوصا رجال الجيش والأمن.
وندد العتواني، وهو أيضاً نائب في البرلمان ومستشار للرئيس هادي، بما اعتبره «محاولات تنصل» أطراف في الحكومة الانتقالية من مسؤوليتها إزاء تردي الاقتصاد الوطني وتدهور الحالة المعيشية للمواطنين.