ربط سياسيون بيان أحزاب اللقاء المشترك الأخير بمسار المعارك ضد تنظيم القاعدة في أبين وشبوة، وما آلت إليه من سقوط معاقل الإرهاب.. مشيرين إلى انزعاج القوى النافذة في المشترك من هذا، فضلاً من انزعاجها من موقف الرئيس عبدربه منصور هادي الرافض إشراك الجيش والأمن في حرب ضد الحوثيين. وكان المشترك دعا في بيان له، أمس، إلى عقد مؤتمر وطني شامل تشارك فيه مختلف القوى، ربما في إشارة إلى رغبته وقوف الحرب على القاعدة والدخول معها في حوار. واستغرب سياسيون الدعوة إلى مؤتمر وطني، في وقت ينتظر فيه الجميع جهود لجنة صياغة الدستور للشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال أبرز مؤسسي تكتل المشترك، الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، في اتصال أجرته معه صحيفة "اليمن اليوم" إن البيان المشار إليه يكشف عن واقع متأزم تعيشه جهات نافذة في تكتل المشترك جراء ما آلت إليه الحرب على القاعدة. وأضاف: هذه القوى ترى أنه ليس من صالحها دكَّ أوكار القاعدة وتجفيف منابع الإرهاب، ولهذا قالها عدد منهم، بكل وضوح، إن الحرب على القاعدة يجر اليمن إلى الهاوية، مطالبين بوقف الحملة العسكرية والأمنية المشتركة، والعودة إلى الحوار مع القاعدة. ولفت المتوكل إلى أن هذه القوى سارت في البداية مع الخطاب العام المساند للرئيس هادي والجيش في الحرب على القاعدة، وربما أجبرها على ذلك الموقف الكبير للمؤتمر الشعبي العام المساند للرئيس والحملة العسكرية، إلَّا أن هذه القوى غيَّرت من موقفها المعلن، وعادت إلى موقفها الحقيقي عندما شعرت بأن الحرب على القاعدة دخلت مرحلة الحسم، وإحساسها بالتأييد الشعبي الواسع للرئيس وخطوته العظيمة. ولعل ما عمَّق الشعور بالخسارة لدى هذه القوى- والكلام للمتوكل- تمسُّك الرئيس عبدربه منصور هادي بموقفه الرافض إشراك الجيش والأمن في حرب في شمال الشمال ضد الحوثيين. وقال المتوكل: إن هذه القوى من خلال ما تمارسه من ضغوطات على الرئيس هادي، للدخول في حرب ضد الحوثيين، تستهدف الإخلال بالتوازن الذي من خلاله تستعيد نفوذها وتسير نحو السيطرة الانفرادية بالسلطة. واستغرب المتوكل الدعوة إلى مؤتمر وطني، في حين لم يتم الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، متمنياً لو أنهم- المشترك- دعوا في بيانهم المشار إليه إلى بناء الدولة، "وبذلك نقول إنهم عادوا إلى جادة الصواب". وفي ختام تصريحه، شدد المتوكل على أهمية بقاء التأييد الشعبي للرئيس، كونه في أشد الحاجة إليه. وفي السياق، قال عضو مجلس الشورى بحزب الإصلاح، استقال حديثاً، الشيخ عبدالسلام البحري، إن هذا البيان يكشف مخططاً كبيراً يستهدف الانقلاب على الرئيس هادي من قبل تنظيم الإخوان المسلمين. وقال البحري في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": واضح أن قيادة حزب الإصلاح هي من صاغت البيان باسم المشترك، وأرادت من خلاله تحميل الرئيس هادي كل المسئولية، حتى وهي تحاول الحفاظ على الظهور بمظهر المساند له. وأضاف البحري: في بيانها الأخير، هل كانت أحزاب اللقاء المشترك تثأر من انتصارات الجيش على قوى الإرهاب..؟ الظرف بشقيه الزماني والمكاني يؤكد ذلك، وإلا كيف للمشترك أن يطلع على الشعب فجأة بهذا البيان، وهو الذي يكفيه ما يتقلب فيه من الأوجاع والهموم، فإذا بهؤلاء يمارسون كل هذه الخفة، متمسكين بعادتهم مع المنطق التعصبي الذي تحركه الثنائية الماحقة.. أنت لست مع فشلي وحماقاتي لأنك لست معي وإنما ضدي؛ وبالتالي لابد من أن يعودوا إلى مربع التخريب الأول عندما كانت هذه الأحزاب من موقعها المعارض ترفض التسليم بقواعد الديمقراطية وتستدعي كل غربان الخراب حتى تحقق لها ذلك، دونما وازع يعترف بأنه ليس من المروءة أن يعاني الشعب بسبب فشلهم وحماقاتهم فلا يجد من ينصفه. وتابع: ما الذي يريده هؤلاء بعد أن أوقعوا كل مؤشرات الحياة إلى هبوط وانتكاسات وانفلات وتردٍّ ماحق في الخدمات، غير التمهيد للانقلاب على الرئيس.