تنطلق (غداً) الاثنين 2-5-2010، عملية إعادة الفرز اليدوية لنحو مليونين و500 ألف ورقة اقتراع من أصوات العاصمة العراقية بغداد، وسط ترقب وحذر شديدين من القوائم المتنافسة على مقاعد المحافظة. فبناء على شكوى تقدمت بها قائمة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ستعيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرز الأصوات يدوياً، فيما تلوح القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي، ولو باللجوء الى اعادة الانتخابات في بغداد في حال حصول تلاعب حتى "بورقة واحدة". وتمثل هذه الأصوات 11 ألف محطة انتخابية، سيُعاد فرزها باشراف مراقبين دوليين ومحليين وممثلين عن الكيانات السياسية المتنافسة في الانتخابات، والبالغ عددها 11، بناء على قبول محكمة عراقية طعن تقدمت به قائمة المالكي. وتعهد رئيس الحكومة وزعيم قائمة "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، في خطاب القاه في مدينة كربلاء، بقبول "نتائج اعادة فرز الاصوات وستكون ملزمة لنا ولغيرنا، وكل من شارك في العملية الانتخابية وننتهي من هذه الازمة". وقال "لقد تقدم 76 كيانا سياسيا افرادا وجماعات عبر القنوات الاصولية الطبيعية الى مفوضية الانتخابات والقضاء من اجل اعادة الامور الى نصابها الصحيح بالطريقةالتي يحميها القانون ولم يأتوا بشيء مخالف للقانون". بحسب مفوضية الانتخابات، ستشمل عملية اعادة العد والفرز 11 الف محطة انتخابية، تضم نحو مليونين ونصف المليون ورقة اقتراع في بغداد للتحقق من صحة عمليات فرز الاصوات التي اعلنت نتائجها في 26 اذار (مارس) الماضي، عن تقدم قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ب 26 مقعدا تلتها القائمة العراقية ب 24 مقعدا والائتلاف الوطني العراقي جاء ثالثا (17 مقعدا)، ثم جبهة التوافق العراقي بمقعد واحد.
وفيما قال الزعيم الشيعي عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق "ان عملية الفرز اليدوي التي يراد تحقيقها في البلاد تحمل في طياتها العديد من المخاطر"، مرحباً بأي اجراءات قانونية "ولكن عليها ان تكون شفافة ونزيهة وسريعة".
وقال الحكيم "اذا كان اضافة محتملة لمقعد او مقعدين او نقصان مقعد او مقعدين محتمل لقائمة اخرى لايجعل من الاول فائزا مكتسحا ولا من الثاني منهزما في هذه العملية، فالسؤال اذن: لماذا نذهب الى اخطار كبيرة وفادحة ونخاطر بمشروعنا السياسي برمته من اجل عملية محتملة قد لا تؤدي الى اية تغييرات او انها تؤدي الى تغييرات طفيفة للغاية".
وبحسب مفوضية الانتخابات، سيتم اعتماد نحو 200 وكيلا من الكيانات السياسية لمراقبة سير عملية اعادة فرز الاصوات من اجل الخروج بعمل شفاف ونزيه وعلى وكلاء الكيانات السياسية التواجد اثناء عمليات نقل صناديق الاقتراع من المخازن الامنة الموضوعة فيها الى مركز العد والفرز والتي وضعت لها خطة امنية محكمة اضافة الى اعتماد مراقبين دوليين واخرين محليين في هذه العملية التي ستستمر اسبوعين بوجبتي دوام صباحية ومسائية.
ويبدو ان القوائم المتنافسة في العاصمة العراقية ستحبس انفاسها لمدة اسبوعين لمعرفة نسب التغييرات التي قد تطرأ في خارطة توزيع الاصوات في بغداد، على خلفية اعادة فرز الاصوات يدويا، فيما يبقى الترقب الاكثر خشية يخيم على الكتل السياسية بشأن ابعاد تسعة فائزين في الانتخابات، استنادا الى طعون تقدمت بهاالهيئة العليا للمساءلة والعدالة والتي طالت عددا من الكتل الفائزة وخاصة كتلة العراقية بزعامة اياد علاوي.