فيما اعتبر تطورا يصب في صالح العرب ويحرج إسرائيل ، كشفت مصادر مطلعة في نيويورك يوم الأربعاء الموافق 5 مايو / أيار أن الدول الخمس الكبري أيدت جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي. ووفقا للمصادر السابقة ، فإن الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين اتخذت القرار السابق على هامش مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في نيويورك . وكانت انطلقت في نيويورك يوم الاثنين الموافق 3 مايو / أيار اجتماعات مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بمقر الأممالمتحدة بمشاركة 188 دولة . وشدد السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة ورئيس وفد مصر إلى مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى على موقف مصر الساعي لتنفيذ قرار الأممالمتحدة بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى والذى صدر فى عام 1995 ولم ينفذ حتى الآن. وأضاف أن هذا القرار الذى اتخذ فى مؤتمر مراجعة المعاهدة فى عام 1995 كان قد تم إقراره من قبل المجتمع الدولى مقابل مد أجل المعاهدة إلى أجل غير مسمى ، مشيرا إلى أن مصر تؤكد على ضرورة عقد مؤتمر دولى للبحث فى تنفيذ هذا القرار فى هذه المنطقة الساخنة من العالم خصوصا وأن هناك مناطق جغرافية فى آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا تطبق نظام المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل كإحدى الآليات الدولية لمنع الانتشار النووى على المستوى العالمى.
وكشف عن عقد ندوة على هامش أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى في نيويورك حول إقامة المنطقة الخالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط يشارك فيها جمع كبير من الخبراء ورجال الصحافة والإعلام الأمريكيين والعرب وممثلى تحالف دول (الأجندة الجديدة) لمناهضة الانتشار النووى والتى كانت بمبادرة من مصر وتضم كلا من جنوب إفريقيا ومصر والبرازيل والمكسيك وأيرلندا والسويد ونيوزيلندا.
وأشار السفير ماجد عبد الفتاح إلى أن دول تحالف "الأجندة الجديدة" قرروا أيضا عقد اجتماع آخر في نيويورك لاستعراض البيان الذى سيلقيه ممثل هذه الدول فى الجلسة التى سيخصصها مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى للمنظمات غير الحكومية.
وأوضح أن مصر التى ترأس الدورة الحالية لدول التحالف قررت إفساح المجال لممثل إحدى هذه الدول لإلقاء بيانها أمام المؤتمر والذى سيؤكد على ضرورة تنفيذ قرار الشرق الأوسط الخاص بإقامة المنطقة الخالية من السلاح النووى ، كما يغطى البيان كافة الموضوعات المتعلقة بدعم النظام الدولى لمنع الانتشار النووى وأيضا التعاون الدولى فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وحماية المواد والمنشآت النووية.
واختتم قائلا :" إن دعوة مصر إلى إقامة مؤتمر دولى لتنفيذ قرار الشرق الأوسط يحظى بتأييد ودعم من دول العالم حيث أيدت فرنسا هذه الدعوة وكذلك دول عدم الانحياز والمجموعة العربية والإفريقية بالإضافة إلى تأييد عدد كبير من المنظمات الدولية غير الحكومية ".
ورغم أن إدارة أوباما حاولت منع التحركات المصرية قبل أن ترى النور ، إلا أنها لم تنجح في ذلك لأن هناك قرارا من القمة العربية العادية الثانية والعشرين بسرت حول ضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي ، بالإضافة إلى أن تركيا طالما انتقدت التركيز على برنامج إيران النووي وتجاهل خطر الترسانة النووية الإسرائيلية .
وجاءت كلمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي لتحرج واشنطن وتل أبيب أكثر وأكثر ، حيث شن هجوما لاذعا على الولاياتالمتحدة وإسرائيل من على منبر الأممالمتحدة وذلك وسط انسحاب لمندوبي وفود فرنسا وأمريكا وبريطانيا من قاعة المؤتمر.
وأضاف أن الأسلحة النووية هي "ضد البشرية وليست أداة دفاعية" ، واعتبر أن الذين استخدموا السلاح النووي في الحروب للمرة الأولى هم من بين الشخصيات التي كرهها البشر أكثر من سواها عبر التاريخ ، وذلك في إشارة إلى استخدام واشنطن للقنابل الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية.
كما أشار إلى أن إسرائيل التي وصفها ب"الكيان الصهيوني" تقوم بتخزين الرؤوس النووية وأسلحة الدمار الشامل بطريقة تهدد من خلالها كل جيرانها العرب وذلك بالاعتماد على دعم غير محدود من واشنطن. وأمام ما سبق ، توجت التحركات المصرية والعربية الداعية لانضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي وإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية منه بالنجاح ، إلا أن الأمر مرهون بالتطبيق ومدى الضغط الذي ستمارسه الدول الخمس الكبرى وعلى رأسها أمريكا على إسرائيل للالتزام بتنفيذ القرار .