توصل مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الى اتفاق هو الأول منذ 10 سنوات يتناول بصورة خاصة نزع السلاح وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وشدّد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة انضمام إسرائيل الى معاهدة منع الانتشار النووي ووضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم تذكر الوثيقة إيران تحديداً رغم مخالفتها قرارات الاممالمتحدة التي تطالبها بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة وبإثبات الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وقالت المندوبة الأمريكية مساعدة وزيرة الخارجية المكلفة مراقبة الاسلحة والامن الدولي ايلن تاوشر إن الولاياتالمتحدة تتعهد بالعمل لضمان نجاح مثل هذا المؤتمر، وقالت "سنعمل مع دول المنطقة على إحلال الظروف لعقد مؤتمر يكلل بالنجاح". لكنها استدركت "إلا أننا نلفت الى أن إشارة البيان الختامي الى إسرائيل في قسمه المخصص للشرق الاوسط يحد بشكل كبير من قدرتنا على تحقيق ذلك، وهو أمر تأسف له الولاياتالمتحدة كثيراً". وقادت مصر وإيران الجهود المبذولة لحضّ إسرائيل على الانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووي، ما يعني ان تتخلى الدولة العبرية عن ترسانتها النووية، وأن توافق على قيام منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الاوسط.
وشكك مسؤول امريكي كبير في فرص انعقاد مؤتمر حول اقامة منطقة منزوعة السلاح في الشرق الاوسط، وقال غاري سامور مستشار البيت الابيض لشؤون منع الانتشار النووي متحدثاً الى الصحافيين عبر الهاتف من واشنطن "لست ادري ان كان المؤتمر سيعقد يوماً".
وقال إن الولاياتالمتحدة التي وافقت على المساهمة في رعاية مثل هذا المؤتمر، لا تريد له ان يفشل، لكنه اضاف ان واشنطن لن تقوم برعاية المؤتمر الا "اذا كانت الظروف ملائمة لانعقاده".
وأضاف أن نائب الرئيس جو بايدن ومستشار الامن القومي الجنرال جيم جونز قالا للسفراء العرب في واشنطن إنهم إن أصروا على ذكر اسرائيل في البيان الختامي لمؤتمر المتابعة، فإن ذلك "سيجعل من الصعب جداً على اسرائيل المشاركة في هذا المؤتمر" حول الشرق الاوسط.
كما شكك سامور في مشاركة ايران في مثل هذا المؤتمر في حين ان عدم احترامها قرارات الاممالمتحدة بشأن برنامجها النووي "مدرجة على جدول اعماله".
ولا تعترف إسرائيل بحيازة أسلحة نووية رغم تأكيد خبراء اجانب انها تملك ما بين 100 الى 300 رأس نووية، وهي تعارض قيام منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط قبل إحلال السلام فيه، فيما تتهمها الدول غير النووية بالتهرب من آليات التفتيش المنصوص عليها في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية بعدم توقيعها المعاهدة.
وأثنى السفير المصري في الاممالمتحدة ماجد عبدالعزيز على المؤتمر، مشيراً الى انه "اطلق آلية عملية لتطبيق قرار عام 1995 حول الشرق الاوسط" حين دعا مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي يعقد كل خمس سنوات، للمرة الاولى الى نزع السلاح النووي في هذه المنطقة. وشكلت معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية منذ دخولها حيز التنفيذ عام 1970 أجندة عالمية لمنع انتشار الاسلحة النووية. وأشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان ب"نجاح" مؤتمر الحد من الانتشار النووي منوهاً "بشكل خاص بالاتفاق على آلية تقود الى التطبيق الكامل لقرار عام 1995 حول اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط". وعبر دبلوماسي اوروبي عن الاجواء العامة المسيطرة اذ اثنى على نجاح المؤتمر، معتبراً ان معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية "استعادت زخمها" بعد 10 سنوات من التعثر. وقامت مواجهة بين الدول النووية والدول غير النووية بشأن مسألة تحديد مهلة قصوى لنزع السلاح، وبموجب التسوية التي تم التوصل إليها، لا يحدد البيان الختامي اي تاريخ غير ان القوى النووية تتعهد بالتقدم "سريعاً" نحو نزع السلاح النووي.