نقل موقع " عصر إيران " عن الأمير تركي الفيصل قوله خلال كلمة ألقاها في مؤتمر مراجعة الاستراتيجيات الدولية الذي عقد في جنيف، أن "إسرائيل كانت أول دولة في المنطقة في اكتساب القدرة النووية .. وإيران تمارس لعبة القط والفأر الاستفزازية، ما يثير الشكوك في جدية نواياها(النووية)". وقال الموقع حول المؤتمر: يبدو أن ملف خلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بدأ ينشط على الساحة الدولية مجدداً، خصوصاً بعد التغييرات الجديدة الحاصلة في كثير من دول المنطقة، إذ انطلق أول أمس في مدينة جينيف مؤتمر مراجعة الاستراتيجيات الدولية، وهو المؤتمر السنوي الذي يقيمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، وتم عقد المؤتمر هذه السنة بعنوان «صورة الاستراتيجية الجديدة»، وشارك فيه من المنطقة العربية سفير المملكة السابق لدى لندن وواشنطن الأمير تركي الفيصل، الذي ألقى كلمة قال فيها: «سأتحدث عما أصبح يطلق عليه اسم المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهدفي هو مناقشة وتوضيح التاريخ والمبادئ المنصوص عليها حول هذا الموضوع، ومن ثم تناول وجهة النظر السعودية بشأن ما يمكن أن تفعله إيران وإسرائيل للمساعدة في نقل هذه الفكرة المهمة إلى الواجهة». وأوضح الأمير تركي أن مفهوم المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، بدأ في الدورة ال 17 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1963. مضيفاً أنه «في عام 1974 قدمت مصر وإيران قراراً ثانياً وافق عليه 138 عضواً من أعضاء الأممالمتحدة بخصوص الموضوع نفسه، وامتنعت وقتها كل من إسرائيل وبورما عن التصويت». وعلى رغم كل هذه الجهود، إلا أنه لا يمكن أن توصف المنطقة اليوم بأنها خالية من أسلحة الدمار الشامل، وهو ما أشار إليه السفير السعودي السابق لدى لندن وواشنطن بقوله: «في الواقع، فإن الشرق الأوسط هو المنطقة الأكثر عسكرة في العالم اليوم، وذلك بسبب نشوب عدد من الصراعات. وأوضح الأمير تركي الفيصل أن سعي بعض دول المنطقة إلى حيازة أسلحة الدمار الشامل يأتي لأسباب مختلفة، بما فيها الردع وسباق التسلح مع الدول المجاورة، والقدرة على الهجوم، أو لتجنب الكلفة العالية للأسلحة التقليدية، وكانت إسرائيل أول دولة في المنطقة في اكتساب القدرة النووية، بعدما وافقت فرنسا عام 1956 على تزويدها بمفاعل 24 ميغا واط ومحطة المعالجة الكيماوية في ديمونة. تركي الفيصل حذر في كلمته من أن طموح إيران في الحصول على أسلحة نووية أدى إلى تغيير الحقائق الاستراتيجية في المنطقة، موضحاً أن إيران تمارس في نواياها النووية مع المجتمع الدولي لعبة القط والفأر الاستفزازية، ما يثير التوتر ويزيد من الشكوك في جدية هذه النوايا. والسعودية في المقابل تؤمن إيماناً راسخاً بأن توقف إيران عن تطوير الأسلحة النووية يصب في مصلحة جميع الدول، بما في ذلك إيران نفسها، وأن وجود منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل هو أفضل وسيلة لحمل إيران وإسرائيل أحد المفاعلات النووية الإيرانية.