أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، أنه "ليس ممكناً" القول إنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا مناقضاً بذلك إعلان الجيش الروسي في هذا الاتجاه. وقال تشاوش أوغلو "ليس ممكناً القول إنه تم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار" في إدلب. وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان: "نسعى جاهدين مع روسيا لوقف هذه الهجمات". وأعلن الجيش الروسي، مساء الأربعاء، التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة تركياوروسيا، في إدلب التي شهدت تصعيداً في الأسابيع الماضية بين قوات النظام السوري والفصائل المنتشرة في المنطقة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام. وأشار إلى إصابة ثلاثة جنود أتراك بجروح في إدلب بنيران قوات النظام السوري، بحسب أنقرة. وقال "في حال واصل النظام هجماته سنقوم بما يلزم"، داعياً روسيا وإيران إلى تحمل "مسؤولياتهما". وأكد لودريان أن "الأولوية هي عودة الهدوء والاستقرار إلى إدلب". كما دعا "النظام السوري والجهات الداعمة له إلى وقف الهجمات العشوائية على المدنيين في إدلب". وأضاف أن "إدلب منطقة في غاية الخطورة والوضع فيها متفجر، لذا من الضروري احترام وقف إطلاق النار بصرامة". وإدلب التي تتعرض منذ أسابيع لقصف سوري وروسي عنيف، تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى. وأصيب الجنود الأتراك بنيران أطلقتها "عمدا" عناصر تابعة للنظام السوري على نقاط مراقبة تركية في شمال شرق سوريا، كما قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس. وجاء في بيان للوزارة أن العسكريين الثلاثة أصيبوا بجروح "طفيفة" عندما سقطت "35 قذيفة هاون" أطلقت من منطقة يسيطر عليها النظام السوري على موقع توجد فيه إحدى نقاط المراقبة التركية ال12 المنتشرة في إدلب. والوزارة التي وصفت القصف ب"المتعمد" أعلنت أنها أبلغت روسيا حليفة دمشق، بالأمر. ومطلع أيار/مايو أصيب جنديان في هجوم مماثل. وأنشأ الجيش التركي في وقت سابق، 12 نقطة مراقبة ضمن اتفاق "خفض التوتر" في محافظة إدلب. ومنذ الثامن من آذار/مارس تسير القوات التركية دوريات عسكرية بين نقاطها بحسب اتفاق "سوتشي"، الذي توصلت إليه تركيا مع روسيا في 17 أيلول/سبتمبر حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب. وأدى التصعيد الأخير في منطقة يعيش فيها ثلاثة ملايين شخص إلى مقتل 360 مدنيا منذ نهاية نيسان/أبريل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 قتل أكثر من 370 ألف شخص وهجر الملايين.