رفضت شركة "إيني" الإيطالية النفطية العملاقة شحنة من الخام الإيراني رست في أحد الموانئ تحت غطاء أنها من شحنات نفط عراقية، وذلك في محاولة للتهرب من العقوبات الأميركية. مواصفات لا تتطابق مع النفط العراقي ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فقد تم رفض تسلم الشحنة التي كانت مخصصة لمصفاة "ميلاتسو" في صقلية، وجاءت على متن سفينة ترفع علم ليبيريا تدعى "وايت مون"، وبررت شركة "إيني" رفضها بأن مواصفات الشحنة لا تتطابق مع مواصفات عقدت للنفط العراقي. وقال متحدث باسم "إيني" إن وثائق السفينة توضح أن الشحنة التي تم شراؤها من شركة "Oando PLC" النيجيرية كانت عراقية لكنها لم تكن تعلم ما هو أصل الشحنة. محاولة الالتفاف على العقوبات الأمر الذي يكشف أن إيران باتت تستخدم الشركات العراقية لتصدير نفطها للتهرب من العقوبات، مستغلة بذلك نفوذها الأمني والسياسي داخل مؤسسات الحكومة العراقية. يحدث هذا بينما شددت واشنطن عقوباتها على طهران منذ بداية مايو/أيار، مع انتهاء الإعفاءات التي كانت قد سمحت بها لبعض الدول، بما في ذلك إيطاليا لشراء كميات محدودة من النفط الإيراني. وكانت "إيني" قد توقفت طواعية عن شراء الخام الإيراني في أكتوبر/تشرين الأول خشية انتهاك العقوبات الأميركية. وقال المتحدث باسم الشركة، إن "إيني" واجهت مؤخراً أسئلة حول شحنات النفط المذكورة في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الإيطالي. فيما قال المدير العام لشركة Oando إنه "عند نقطة التحميل، كان هناك تفتيش مشترك بين شركتي Eni وOando، وقد استوفت الشحنة مواصفات العقد، لكن عند نقطة التفريغ وجدنا أنه خارج المواصفات بسبب محتوى الكبريت"، مؤكدا أن الشحنة رُفضت وتم إعادتها إلى موردها الخاص لكنه رفض ذكر اسم ذلك المورد. ووفقا لمواقع تتبع السفن، فإن سفينة "White Moon" أبحرت بعيداً عن ساحل صقلية يوم الأربعاء. إقالة المشرف على الصفقة وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن إقالة رئيس تجارة النفط في "إيني" أليساندرو ديس دريدس، الذي أشرف على الصفقة الخاصة بالشحن قبل ثلاثة أسابيع على الرغم من أن الشركة تقول إن الأمر يتعلق بمسألة غير ذات صلة. وتحاول إيران الالتفاف على العقوبات النفطية بكل السبل باستخدام أساليب مختلفة كتمويه أصول النفط، والحصول على ناقلات توقف أجهزة تتبع المواقع. وكانت وزارة الخزانة الأميركية أبلغت في شهر مارس/آذار الشركات كيف تكشف العلامات الحمراء للتهرب المحتمل من العقوبات، ويشمل ذلك عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في البحر، وأي علامة تلاعب بنظام تتبع الإشارات اللاسلكية للسفن المشبوهة في المياه الدولية.