أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن طهران دعت الولاياتالمتحدة أمس إلى القيام ب«مبادرة إنسانية» حيال الإيرانيين المعتقلين لديها قبل التفكير في مبادلة الأميركيين الثلاثة المعتقلين في إيران منذ نحو عشرة أشهر بتهمة التجسس. وقال وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي كما نقلت عنه الوكالة «ما قامت به إيران كان مبادرة إنسانية»، في إشارة إلى الزيارة التي قامت بها أمهات الأميركيين الثلاثة لإيران وتمكنهن من لقاء أبنائهن يومي الخميس والجمعة. وأضاف الوزير الإيراني «ننتظر من الولاياتالمتحدة أن تقوم أيضا بمبادرة إنسانية قبل الحديث عن تبادل» يشمل المعتقلين الإيرانيين والأميركيين. وتابع «بالنسبة إلى الأميركيين الثلاثة، لقد تبين فعلا أنهم جواسيس». وعادت أمهات الأميركيين الثلاثة السبت إلى نيويورك. وقالت نورا شورد والدة ساره شورد (31 عاما) لدى عودتها إنهن أمضين «عشر ساعات معهم، بينها خلوة استمرت ساعات عدة». واعتقلت شورد وشاين باور وجوش فتال في 31 يوليو (تموز) 2009 فيما كانوا يقومون بنزهة في كردستان العراق ولدى عبورهم الحدود الإيرانية عن طريق الخطأ، على قولهم. وهم معتقلون مذذاك في طهران. من جهتها، تطالب إيران بالإفراج عن كثير من الإيرانيين المعتقلين في الولاياتالمتحدة. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها طهران عن إمكان القيام بعملية تبادل بين الأميركيين الثلاثة ومواطنيها المعتقلين في الولاياتالمتحدة. ويأتي ذلك فيما تبدأ القوات البرية للجيش الإيراني اليوم مناورات واسعة في محافظة أصفهان وسط إيران. وذكرت قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية أمس أن مناورات «بيت المقدس 22» ستقام على ثلاث مراحل وعلى مدى ثلاثة أيام في منطقة نصرآباد بمحافظة أصفهان. وتشارك في المناورات جميع القوات البرية في مواجهة العدو الوهمي وستقوم بتنفيذ تدريبات على الحرب غير المتكافئة واستخدام التجهيزات والعتاد الخفيف والثقيل بالإضافة إلى استخدام التكتيكات الدفاعية والهجوم في الليل والنهار. وقال قائد القوات البرية للجيش العميد أحمد رضا بوردستان إن «الشعب الإيراني على ثقة من أن إجراء مثل هذه المناورات سيجعل القوات الأجنبية الموجودة في المنطقة لا تفكر مطلقا في مهاجمته». وأوضح أن «القوات البرية للجيش الإيراني التي تملك ثماني سنوات من الخبرة القتالية خلال الحرب المفروضة (1980 - 1988)، بالإضافة إلى المناورات الكثيرة التي أجرتها بعد الحرب، تعتبر اليوم من أقوى القوات العسكرية في العالم وتتمتع بأعلى درجات الاستعداد العسكري».