وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشعب الفلسطيني ب "الطائرة المخطوفة"، مشيرًا إلى أنّ القرار الفلسطيني ليس داخليًا وإنّما يأتي دائمًا من الخارج، مستبعدًا في الوقت نفسه اللجوء إلى العمل العسكري في حال فشلت المفاوضات السلمية مع الجانب الإسرائيلي في إقامة الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن العمل العسكري "يدمرنا". وقال الرئيس عباس في مقابلة مع برنامج "من قلب مصر" الذي تذيعه قناة "النايل لايف": إن "قرارنا مش عندنا ولكن القرار عند إيران، حيث إن وحدة الشعب الفلسطيني مخطوفة مثل الطائرة المخطوفة"، مؤكدًا أن هناك لجانًا تطوعية تمرّ على البيوت لمقاطعة منتجات المستوطنين في فلسطين، حيث إننا نقاطع البضائع التي تنتج على أرضنا ولا نقاطع إسرائيل قائلاً: إنني لا أحرض ضد إسرائيل أو أقاطع إسرائيل، بينما أقاطع المستوطنات المستعمرة.
وعن إمكانية أن تحلّ البندقية مكان المفاوضات إذا فشلت في تحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية فقال عباس: "إنني لم أستخدم السلاح في الانتفاضة منذ قيامها؛ لأنّ العمل العسكري يدمرنا، فمثلاً لو نظرتم إلى صور رام الله أثناء العدوان ستشاهدون "كوم رماد"، لافتًا إلى أنّ موقفه لن يتغير في عدم ترشيحه للرئاسة مرة ثانية بعد توقيع المصالحة قائلاً: إنه متأكّد أن فتح تشارك في الانتخابات بقوة بغضّ النظر عن المنافس.
أكّد عباس أنّ الحل الرئيسي للقضية الفلسطينية يكمن في التفاوض، حيث لا توجد لدينا خيارات غيرها، فمثلاً في الماضي رفضنا التفاوض بسبب المستوطنات، والآن قال لنا الأمريكان: نحن لدينا ضمانات لكم بأن لا يقوم أي من الطرفين بأعمال تستفز الآخر، ومع ذلك لا تريد إسرائيل التفاوض، في حين أن العرب لا يريدون الحرب ضد إسرائيل، لافتًا أن جورج ميتشل مبعوث السلام في منطقة الشرق الأوسط جاء لنا مرتين، ففي المرة الأولى جاء ببعض الأسئلة وأعطيناه الأجوبة ثم أخذ كل الوثائق التي وصلنا إليها ثم عاد مرة أخرى الأسبوع الماضي وفى جعبته 16 سؤالا حول الأمن والحدود، وعندما طرح الأسئلة كان من المستحيل الإجابة عليها في وقتها، وقلنا له خلال أسبوع سيكون الجواب.
وأضاف أبو مازن اتفقنا على أن الأراضي الفلسطينية يمكن أن يأتي إليها قوات دولية من أي جهة، ولا خلاف على ذلك، وهذه القوات وافق على وجودها أولمرت، ثم تَمّ بحثها مع مصر والأردن لأنها ستكون على حدودهما وكان لهما رؤيا متطابقة معنا، فهذه القوات هي قوات دولية ليس من بينها جنسية إسرائيلية لعدم قبول مصر والأردن بوجود جنسية إسرائيلية على حدودهما، ووافق أولمرت وجورج بوش حينها، مشيرًا إلى أنه يتعقد أن العالم يوافق على هذا حتى تبادلنا الخرائط والآراء مع أولمرت لكنه رحل قبل تنفيذها قائلا: "هدفي الاتفاق مع إسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية".
وأكّد أبو مازن أن الدول العربية تقف بجانبنا، والدليل على ذلك ما شهدته قمة سرت، حيث كانت ناجحة في عرض أفكارنا وآرائنا، مشيرًا إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أمريكية فهذه رؤية أمريكية على لسان أوباما وهيلارى كلينتون وهى رؤية صحيحة، معربًا عن سعادته بتوصلهما لهذه النتيجة.
وعن رأيه في ما يقال عن أن المفاوضات جاءت نتيجة الضعف، قال أبو مازن: إن هؤلاء لا يوجد لديهم ما يقدمونه للقضية الفلسطينية غير التفاوض، موضحًا أنه توجه إلى القادة العرب في قمة سرت قائلًا: قلت لهم أنتم مستعدون للحرب فكان الجواب "لا"، فقلت لهم هل أنتم مستعدون لحل اللاحرب اللاسلم فكان الجواب "لا"، قلت إذا الحل في السلام.
وأشاد أبو مازن بالمبادرة العربية واصفًا إياها بالشجاعة والجريئة، مؤكدًا أن العرب قدموا ثمنًا باهظا بهذه المبادرة، مضيفًا أنه تَمّ نشر هذه المبادرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية والصينية من أجل توصيل أصواتنا للمواطن الإسرائيلي والغربي، وكانت المفاجأة في ردة الفعل القوية حتى إن الرئيس الأمريكي هاتفني وقال لي: "استمر".
وطالب أبو مازن رجال الأعمال العرب بالاستثمار في القدس من باب الحماية، فالقدس تتعرض للضياع، مؤكدًا أنه لم يصل إلى عمرو موسى ولم تصله أيضا أية مبالغ من ال 500 مليون دولار الممنوحة من العرب لفلسطين، متمنيًا أن تصل هذه الأموال في القريب العاجل نظرًا لأنه من الواجب أن يتم دعم القدس والذهاب إليها، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية تنفق من المساعدات والضرائب التي تجمعها إسرائيل، وإذا توترت العلاقات أحيانًا لا نحصل على شيء، موضحًا أن المساعدات الأمريكية وحدها أكبر بكثير من حجم المساعدات العربية، ومع ذلك لا نتفق في كثير من الأمور مع الإدارة الأمريكية.