توصل باحثون أمريكيون إلى اكتشاف آلية وقائية لم تكن معروفة سابقاً تمكن الأوعية الدموية الدقيقة من إزالة الجلطات الدموية والانسدادات الأخرى من الدماغ. ونقلت تقارير عن الباحثين قولهم إن هذه الدراسة تلقي الضوء على الآليات المتصلة بالتدهور الإدراكي الناجم عن التقدم في العمر ومرض الزهايمر والتعافي من السكتة الدماغية، حيث إنه من المعروف علمياً أن تدفق الدم بلا انقطاع ضروري لوظائف الدماغ الذي ينمي بدوره آليات مختلفة لاستدامة ذلك ما يمكن إزالة انسدادات الأوعية الدموية الدقيقة بواسطة عمليات تفككها أو تطهر الأوعية منها. وأوضح الباحثون إنه ورغم عمليات تفكك الأوعية الدموية، إلا انه لا تتم إزالة جميع الانسدادات حيث يمكن لتواصل هذه الانسدادات أن يخفض أو يعطل تدفق الدم ما يقلل إمدادات الأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة المحيطة والخلايا العصبية الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى ضعف الاتصالات بين الخلايا العصبية وموت الخلايا في نهاية المطاف. واستخدم الباحثون تقنية تصوير متقدمة ودقيقة تم تطويرها حديثا يمكنها إظهار أصغر الأوعية الدموية المعروفة أيضا بالأوعية الدقيقة في أدمغة الفئران الحية، ووجدوا أنه بعد فترة تتراوح بين يومين وسبعة أيام من انسداد أوعية الدماغ الدقيقة أحاطت الخلايا المبطنة لجدار الوعاء الدموي بالجزء المتبقي من الانسداد وتحوصلت حوله وعزلته عن داخل الوعاء الدموي ثم ألقت بمادة الانسداد هذه خارج الوعاء الدموي لتتم نتيجة لهذه العملية استعادة تدفق الدم إلى المنطقة المتأثرة بالانسداد. وأظهر فريق البحث أن هذه الآلية الوقائية المركبة تشمل أيضاً نشاط إنزيم "مصفوفة ميتالوبروتيز 2/9" الذي يقوم بتفتيت البروتينات الكبيرة ويعرف عنه أنه يؤدي دوراً أيضا في نمو الأوعية الدموية وفي السكتة الدماغية. ووجد الباحثون أن قدرة البدن على إخراج الجلطات والانسدادات من الأوعية الدموية تتضاءل مع التقدم في العمر، حيث أظهرت التجارب أن الفئران الشابة البالغ عمرها 4 أشهر كانت قادرة على إزالة الانسدادات بشكل أسرع وأكمل من الفئران الأكبر سناً البالغ عمرها 22 شهراً. ووصف الدكتور ريتشارد هودز مدير المعهد الأمريكي الوطني للشيخوخة هذه النتائج بأنها مثيرة للاهتمام وأنها تفتح مجالات جديدة للأبحاث الأساسية التي قد تزيد من فهم الكيفية التي تصان بها الأوعية الدقيقة في الدماغ وسائر أنحاء البدن من الانسداد وانقطاع تدفق الدم. بدورها قالت الدكتورة سوزانا بيتانسيسكا الباحثة في البيولوجية العصبية بالمعهد الوطني للشيخوخة إن انخفاض كفاءة هذه الآلية الواقية لدى أدمغة من هم أكبر سناً وتأثيره على وظائف الخلايا العصبية بالدماغ قد يسهم بشكل كبير في تراجع الوظائف الإدراكية المرتبط بتقدم العمر.