وجهت تركيا تحذيرات شديدة اللهجة لكل من العراق والولايات المتحدة على خلفية نزاعها مع حزب العمال الكردستاني، مهددة بالقول "إن وقت التصريحات في هذا الشأن انتهى، وحان وقت العمل"، وقال وزير الداخلية التركي بشير تالاي إن وجود معسكرات لحزب العمال الكردستاني شمال العراق أمر غير مقبول، مطالباً في السياق ذاته كلا من بغداد وواشنطن بالقيام بدور أكبر لمساعدة أنقرة في التغلب على حزب العمال. إلى ذلك، حذر رئيس أركان الجيش التركي من تأثر العلاقات الأمريكية-التركية, في حال استمر وجود المسلحين داخل الأراضي العراقية. وكانت أحدث الاشتباكات, أدت وفق حصيلة رسمية, إلى مقتل ثلاثة جنود أتراك و12 عنصراً من عناصر العمال الكردستاني. وقتل أكثر من 80 جندياً تركياً في العمليات حتى الآن هذا العام، أي ما يزيد عن عدد قتلى عام 2009 بمجمله، وسقط معظمهم بعد أن ألغى حزب العمال الكردستاني الانفصالي في بداية حزيران (يونيو) وقفاً لإطلاق النار استمر 14 شهراً. وتتعرض حكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان إلى ضغوط لإحتواء العنف المتصاعد الذي يهدد بإلحاق الضرر بشعبيتها في الانتخابات العامة المقرر لها تموز (يوليو) 2011. وأضعف تصاعد العنف محاولة حكومة أردوغان لتعزيز حقوق الأقلية الكردية ووضع حد للتمرد الانفصالي المستمر منذ 26 عاماً. ورداً على تصاعد الهجمات الكردية مؤخراً نفذ الجيش هجمات جوية على أهداف للمتمردين في شمال العراق، حيث يتمركز عدة آلاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وألقت القوات التركية الخاصة القبض على عبد الله أوجلان زعيم الحزب عام 1991 بعد إجباره على ترك مأواه في سوريا. وقتل أكثر من 40 ألف شخص في صراع بدأ عام 1984 عندما حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة بهدف إقامة وطن منفصل للأكراد.