ذكرت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها اليوم الأحد أن ما يحدث في جنوب اليمن لم يحظ بعد بالاهتمام العربي والدولي المطلوب رغم عمق الأزمة وجديتها على كل الأصعدة. وأكدت أن " التوتر الأخير في محافظة أبين بين الحكومة اليمنية وما بات يعرف بالحراك الجنوبي لا يجب أن تتم قراءته على أنه مجرد توتر وقتي ولكنه إعادة إنتاج أزمة تضرب جذورها في عمق الوحدة اليمنية، وما يدل على ذلك هو سقف المطالب لهذا الحراك والذي لا ينتهي إلا بالمطالبة بالانفصال وإعادة تأسيس ما أطلق عليه علي سالم البيض جمهورية اليمن الديموقراطية". كما أشارت إلى المواجهات بين الحكومة والحوثيين التي عادت لكي تطفو على السطح بقوة وهو ما نتج عنه سقوط قتلى وجرحى تماما كما سقط قتلى وجرحى نتيجة التظاهرات والاشتباكات في الجنوب. وقالت الصحيفة أنه " إذا كانت قضية الشمال الأقرب إلى الوعي والذاكرة نتيجة استمرارها لعدة سنوات إلى الآن، إلا أن مسألة الجنوب ليست أيضا بعيدة حيث إن الوحدة بين الشمال والجنوب في اليمن والتي تمت عام 1990 لم تكن تسير في طريق سلس طوال الثمانية عشر عاماً الماضية". واعتبرت الصحيفة السعودية أن " إعادة ظهور الخطابات القديمة في هذه الأزمات يدل على أن الأزمات ليست جديدة كما يدل أيضا على عدم تمكن اليمن من ترك خلافات الماضي للتاريخ". وتحدثت عن أن المتابع للشأن اليمني يستطيع استنباط الدور الكبير الذي يبدو أن لعدد من الأطراف الخارجية يد فيه، فالتمرد في الشمال وأخيرا الحراك الجنوبي ما كان لهما أن يأخذا هذا الزخم دون وجود داعم أو مؤيد خارجي خاصة وأن مثل هذه التحركات تحتاج قبل كل شيء إلى التمويل. وأوضحت أن السؤال الأهم الآن هو البحث عن أصحاب المصالح خلف جر اليمن إلى هذا التعقيد الداخلي، وقالت " إذا كان من الحياد ذكر حقيقة تصاعد الخلافات الداخلية في اليمن مؤخرا في الوقت الذي عجزت الحكومة اليمنية عن الإيفاء بعدد من وعودها إلا أن مطالب الانفصال في الجنوب توضح بشكل لافت أن الهدف من التحرك ليس محاولة الإصلاح عن طريق العمل السياسي وإنما معالجة المسألة بنسف الدولة برمتها". ولفتت الصحيفة إلى ترقب الجميع لما ستسفر عنه الأيام، وذكرت أن الدول العربية تؤثر السكوت ومتابعة ما يجري حتى تنجلي الغمامة، بينما الدول الكبرى واللاعبون الأساسيون وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة مازالوا يفضلون الصمت على التعليق على الأحداث الجارية. وتساءلت قائلة " إذا كان الجميع يفضل عدم التدخل فمن الذي يقف خلف الستار؟". وشددت الصحيفة على أن أزمة اليمن إذا لم يتم التحرك سريعا لمعالجتها ستستمر في التدحرج ككرة الثلج، فكلا طرفي الأزمة في اليمن لا يملكان على ما يبدو أي مخرج أو مفاتيح للحل أو حتى حلحلة الأمور ما يفسح المجال فقط لزيادة العنف والعنف المضاد، التحرك العربي مطلوب على وجه السرعة – على الأقل لتوضيح خريطة المصالح الاستراتيجية هناك ولفتح نافذة لتحرك ما يستطيع رأب الصدع.