يبدو أن ياسمين عبد العزيز، ومن خلال دورها في"الثلاثة يشتغلونها" دخلت إلى قلوب الجمهور اللبناني، الذي نادرًا ما يدخل أسماءًا جديدة إلى لائحة نجومه المفضلين. منذ سنوات قليلة والممثلة، ياسمين عبد العزيز، تقدم افلامًا كوميدية فيها مزيج من الأكشن والرقص، مع ظرف واضح لم يكن غالبًا مستغلاً بما فيه الكفاية لكي يعطيها صفة النجمة الجماهيريَّة، على الأقل عندنا في لبنان بحيث لا ينجذب اللبنلني إلى صالات العرض سوى لمشاهدة أفلام عادل امام أو نادية الجندي. منذ أيام بوشر عرض آخر أفلامها بعنوان "الثلاثة يشتغلونها" تحت إدارة علي ادريس، ومن انتاج اللبناني محمد ياسين، ونص يوسف معاطي، ويعالج الفيلم ضرورة فهم التلميذ لما يدرس، بدل اعتماد الحفظ كلمة كلمة ومن دون استيعاب نجيبة .. اسم على مسمى هذا اسمها في الفيلم، حيث تقوم بعدد من الأدوار، لتؤكد معها أنها ممثلة محترفة ماهرة، جعلت الجمهور اللبناني يعيد اكتشافها بدليل الإقبال الكثيف لحضور الفيلم بعد ما تعاهد الناس على قوله لبعضهم البعض عن العمل،وكانت هذه الطريقة أفضل من الإعلان، على الرغم من أن عمره على الشاشة لم يتجاوز الأيَّام، ليقدِّم صورة نموذجيَّة لما يستطيعه الفيلم الجيِّد تحقيقه جماهيريًّا . لقد أسعدتنا ياسمين بقدراتها التمثيلية خصوصا في النصف الأول من الفيلم، حيث تكون مجنونة درس الى حد لا يصدق مما أوصلها لأن تحتل المركز الأول على كامل جمهوريَّة مصر العربيَّة، وعندما دعيت للقاء تلفزيوني افتضح أمر ذهن الفتاة فبدت غبية، ولم ننجح في ضبطها ولو للحظة، وأفلت منها الكاراكتير أبدا، وظل ايقاع الدور كما ايقاع الفيلم متوازنًا جدًّا، انطلاقًا من نص متماسك مغزول بتقنية متميزة . لقد كانت رائعة في صورتها الأولى، وعندما دخلت الجامعة بدلت مظهرها بالكامل واستعادت جمالها المعروف بحيث استوقفنا أن نكون ازاء كوميدية جميلة، وقد واكبنا معظم الكوميديات وكن متواضعات المظهر. اختيار ... أسر الجمهور اللبناني والأهم أن خياراتها السابقة كانت متوسطة المستوى، وعليها أن تبني على دور نجيبة لكي تحافظ على ما حققته في "الثلاثة يشتغلونها "خصوصًا وأن الفيلم تكلف 17 مليون جنيه مصري، ويحقق من خلال عرضه في الصالات القاهرية مليون جنيه أسبوعيا . وفي حديثنا مع صاحب مكتبة سينمائية أفادنا بوجود طلب على أفلام ياسمين، مع اكتشافهم الحضور الآسر للممثل، شادي خلف، والذي نتوقع له مستقبلاً طيبًا. ومثل هذا الفيلم يعيد الثقة في الكوميديا المصريَّة الَّتي عانت كثيرًا مع شباب الممثلين، لكن الصورة تبدو مبشرة مع أحمد حلمي في أفلامه الأخيرة، واليوم مع ياسمين عبد العزيز التي تبدو واثقة الخطى وهي تتقدم . شهرة ولكن فيلما واحدا لا يكفي وهو يبدو مفترقا بالغ الأهمية في مسيرة ياسمين، وأن تحصل على رضى الجمهور اللبناني ليس بالأمر السهل، أولاً لأن بيروت تفضل الأفلام العربيَّة على الشاشة الصغيرة ولا تقصد الدور الاَّ من أجل أسماء قليلة لم تكن لفترة قليلة ياسمين من بينها .. ولذلك، أردنا من خلال رصد هذا الحضور أن نقول ان الأدوار الرائعة هي التي تصنع النجوم، و ياسمين عبد العزيزحولتها شخصية نجيبة الى نجمة، وبيروت باتت تعرفها وتقدر موهبتها.