تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعًا الخميس بالقاهرة برئاسة دولة قطر، بناء على طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سيحضر الاجتماع، وذلك لإجراء تقييم شامل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، بعد ثلاثة أشهر من إطلاقها. وصرح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي للصحفيين الثلاثاء، إنه سيتم خلال الاجتماع المرتقب الاستماع إلى تقييم من رئيس السلطة الفلسطينية للمفاوضات غير المباشرة، والى أين وصلت، وما هي الآفاق الممكنة التي تبرر الدخول في مفاوضات مباشرة. وكانت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" توقفت في ديسمبر 2008 إثر الهجوم الذي شنته "إسرائيل" على قطاع غزة, إلا أن مفاوضات غير مباشرة برعاية أمريكية انطلقت في التاسع من مايو الماضي، لكنها لم تحقق أي نتائج. دراسة الموقف وتطالب الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" الفلسطينيين بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وهو الأمر الذي عبر رئيس السلطة الفلسطينية عن تحفظه عليه، نظرًا لعدم تسجيل أي تقدم حتى الآن في المفاوضات غير المباشرة. وسيكون هذا الأمر مثار مناقشات الوزراء العرب خلال الاجتماع المرتقب للجنة مبادرة السلام العربية. وقال بن حلي إن الاجتماع سيكون فرصة لأعضاء اللجنة الوزارية لدراسة الموقف وتطوراته وما يمكن اتخاذه لمساعدة المفاوض الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهو الهدف من الاجتماع. غير أنه رفض استباق الأحداث بشأن إعطاء الضوء الأخضر لإجراء مفاوضات مباشرة، وأضاف ردًا على سؤال بهذا الخصوص "دعنا لا نستبق الأحداث قبل الاستماع لتقييم الرئيس الفلسطيني والطاقم المساعد وتقييم الدول العربية الأخرى، وفي ضوء ذلك ستتم بلورة الموقف العربي". لكنه عاد وأكد أن "كل المؤشرات لا تشير إلى أن هناك تقدمًا حقيقيًا (بشأن المفاوضات غير المباشر) تجعلنا نقول إن المفاوضات المباشرة ستكون ناجحة ولكن دعونا لا نستبق الأحداث ونترك الأمر للجنة الوزارية". وأضاف "إذا كانت اللجنة ستخرج بتوصية أو بيان فسيرفع لاجتماع الدورة 134 لمجلس الجامعة بكامل هيئته يوم 16 سبتمبر وهي محطة هامة قبل انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية شهر سبتمبر". فشل شامل وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى صرح في وقت سابق بعد اجتماع مع ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إنه "لا يوجد أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة، ونحن نواجه فشلاً شاملاً لهذه المفاوضات"، وأوضح أن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة غير ممكن إلا بتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة. وذكر بن حلي أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا آخر في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأشار إلى أن هناك عددًا من المحطات الرئيسية بالنسبة للموقف العربي وهناك فترة الأشهر الأربعة المهلة الممنوحة للمفاوضات غير المباشرة لإعادة تقييم الموقف. وتنتهي في سبتمبر المقبل المهلة الممنوحة من لجنة مبادرة السلام العربية إلى الفلسطينيين للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع "الإسرائيليين"، علمًا بأنه جرى التلويح باللجوء إلى الأممالمتحدة حال فشل المفاوضات للحصول على موافقتها بشأن إعلان دولة فلسطينية قبل نهاية العام. وتضم اللجنة تضم 13 دولة عربية هي قطر (رئيسًا) ومصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين وتونس والجزائر والمغرب والبحرين والسعودية واليمن والسودان .وأضاف بن حلي إن بعض الدول طلبت الحضور ومنها سلطنة عمان والإمارات بالإضافة للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى .