قالت صحيفة غارديان البريطانية في افتتاحيتها إن إعلان الشيخ صادق الأحمر وقف إطلاق النار بعد سقوط مائة قتيل في خمسة أيام من القتال جعل اليمنيين يواصلون أملهم في استمرار ثورتهم سلمية حتى نهايتها، لكن صوت المقاتلات وهي تقصف رجال القبائل الذين انتزعوا السيطرة على مجمع عسكري موال للرئيس علي صالح، أظهر أن الأمر كان مجرد استراحة قصيرة من جحيم يجتاح اليمنيين في هذا الصراع. وأوضحت الصحيفة أن ثلث اليمنيين يعاني من نقص التغذية، بينما يُصنف 2.7 مليون من السكان بأنهم لا يضمنون الحصول على غذائهم. وقالت إن اليمن يجاور دولا عربية غنية بالنفط لكن مستويات سوء التغذية وتقزم الأطفال فيه تماثل مستويات أفغانستان وأفريقيا. وفي الأسبوع الماضي ارتفع سعر المياه في العاصمة صنعاء ثمانية أمثال، وهذا إذا كانت شاحنات صهاريج المياه تعمل، والسكان يعتبرون أنفسهم محظوظين إذا حصلوا على ساعتين من الكهرباء يوميا، مما أدى إلى ارتفاع سعر الشموع 100% تقريبا. وتجد العديد من الأسر نفسها أمام الاختيار اليومي بين شراء المياه أو شراء زيت الطهي. ومع استيراد 90% من المواد الغذائية الأساسية، وتوقف صادرات النفط، وركود الاقتصاد، واشتداد المعارك، ورئيس طاغية مدعوم من جانب أفضل فرق جيشه وهو الحرس الجمهوري ويرفض التنحي، فإن عاصفة مدمرة تهب على اليمن. وتابعت الصحيفة تقول إن صالح ظل يؤكد لمدة أربعة أشهر، أنه القطب الأوحد رغم أنه يواجه انشقاق قواته المسلحة ونصف الجماهير الذين احتشدوا في الشوارع يطالبون باستقالته، وقال إنه إذا ذهب فكل شيء سينهار. ولجعل سيناريو الانهيار حقيقيا، هاجمت قواته زعيم قبيلة حاشد القوية بعد وقت قصير من انهيار رابع محاولة للوساطة من جانب دول مجلس التعاون الخليجي يوم الأحد الماضي. وقالت الصحيفة إن محاولات التوسط لوقف إطلاق النار مستمرة، لكن التحرك الأخير لصالح قد يصبح آخر ما يفعله، فهو يحاول إنجاز شيء لم يستطعه أي زعيم آخر في اليمن. وختمت الصحيفة بالقول إن صالح يمكن أن ينشر الفوضى لكنه لا يمكن أن يفوز، وهو أقل قدرة للتفاوض على شروط رحيله. وبين الحين والآخر، يواجه اليمن وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق.