عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن قلقهما إزاء "المسار الخطير الذي تتخذه الأزمة في سوريا". وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي أمس السبت في بيان أن بان وأوغلو الموجودين في العاصمة اللبنانية للمشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة عن الديمقراطية في العالم العربي بحثا في سلسلة من الملفات الإقليمية ولا سيما "الوضع في سوريا إضافة إلى إيران وقبرص". وأضاف البيان أن بان أكد أن المسار الخطير الذي تتخذه الأزمة في سوريا "يشكل مصدر قلق كبير". هذا وكان رئيس الدبلوماسية التركية أعلن عقب لقائه أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري رفض بلاده أي انعكاسات أو ارتدادات سلبية على لبنان من خلال ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطرابات وأزمات. وأضاف أن أول ربيع عربي من أجل الديمقراطية تحقق في لبنان الذي يتمتع "بتراث وثقافة، وشهد انتخابات حرة وعادلة وتفاهمات سياسية وثقافية ومبادلات سياسية ومصالحات وطنية". وأشار داود أوغلو إلى أن استقرار لبنان ضروري بالنسبة لتركيا لأنه الداعم للاستقرار الدائم في المنطقة، وأمل في أن تأخذ الدول الأخرى عبرة من لبنان من خلال انتخاباته العادلة والحرة وسياسته المتعددة الأوجه، حيث يتنافس جميع الفرقاء السياسيين. كما التقى المسؤول التركي رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد الذي أكد أن هناك تباينا في التوجه والرؤية بينهما. وأضاف رعد للصحافيين عقب اللقاء أنه أكد لداود أوغلو ضرورة أن يكون التغيير نابعاً من الشعب وليس مفتعلا من الخارج، في إشارة إلى الوضع في سوريا. بان بجنوبلبنان وفي لبنان أيضا تفقد الأمين العام للأمم المتحدة السبت في اليوم الثاني من زيارته إلى هذا البلد قوات الطوارئ الدولية في الجنوب وحيا تضحياتها، مشيرا إلى أن اليونيفيل تكبدت العدد الأكبر من الخسائر في الأرواح بين قوات حفظ السلام في العالم. وجدد بان في كلمة ألقاها في المقر العام لقيادة القوات الدولية التأكيد على طلبه من المسؤولين الحكوميين تعزيز حماية عناصر اليونيفيل، "إحدى أقدم بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام، ومن أبرزها من حيث عديدها ومواردها". وقتل 293 عنصرا من اليونيفيل في جنوبلبنان منذ بدأت القوة مهمتها في 1978. ويبلغ عديد اليونيفيل حاليا 12100 جندي، بالإضافة إلى إداريين. واجتمع بان أيضا في يومه الثاني من الزيارة مع ممثلين عن قوى الرابع عشر من آذار (المعارضة اللبنانية). ويفتتح بان ورئيس الحكومة اللبنانية اليوم الأحد مؤتمرا دوليا عن عمليات الانتقال إلى الديمقراطية في العالم العربي -الذي يحضره داود أوغلو- من تنظيم اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) التابعة للأمم المتحد، قبل أن يغادر بيروت متوجها إلى الإمارات العربية المتحدة. اخبارية نت / الجزيرة نت